التفاؤل والاستبشار بالخير منهج المسلم فى استقبال العام الجديد

د. محمد أحمد عوض
د. محمد أحمد عوض

أيام ونستقبل عاما جديدا يجب أن يكون لنا فيه منهج رشيد وخطوات مدروسة فيما يتعين علينا فعله شعارنا فيه الأمل والتفاؤل والعمل الجاد حتى ننهض بأنفسنا وأوطاننا؛ لأن أيام العمر تمر قال تعالى: «فاعتبروا يا أولى الأبصار».

وحول هذا المنهج يقول الدكتور محمد أحمد عوض إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص رضى الله عنه بالقاهرة: المؤمن لا يعرف اليأس ولا يعرف الإحباط والتكاسل صفاته الأمل فى حاضر مشرق ومستقبل واعد قال الله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: «ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذى أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا».

هذه الآيات مليئة بمواد الأمل من شرح الصدر والبركة الإلهية والعناية الربانية مؤكدا على أن كل عسر وضيق يعقبه اليسر بشرط اليقين فى الله والأخذ بالأسباب والعمل الجاد وعدم اليأس.

فإذا فرغ الإنسان من عمل فليشغل نفسه بعمل آخر ليرفع من همته فالنبى صلى الله عليه وسلم كان يحب معالى الأمور ويكره سفاسفها فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم :(اللهم إنى أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال)، وكان أيضا صلى الله عليه وسلم يقول: (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا).

ويضرب القرآن لنا أروع الأمثلة فى البشر ففى سورة الطلاق وفى أحلك الظروف يبثنا الأمل يقول رب العزة سبحانه وتعالى: «لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا»، ويقول: «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره»، فتأتى الآيات بعده: «سيجعل الله بعد عسرا يسرا» أليس هذا تأكيدا من رب العزة سبحانه وتعالى.

فهذا هو المنهج لحياة كل فرد ثم تأتى بعد ذلك خطوات تطبيق هذا المنهج بالعمل الذى يلزم له أولا التخطيط والعزيمة الصادقة على التنفيذ تقول الحكمة إذا فشلت فى التخطيط، فقد خططت للفشل فلو تأملت منهج الناجحين فى الحياة لوجدتهم من أكثر الناس تخطيطا لأعمالهم وحفظا لأوقاتهم، فالمسلم يخطط تخطيطا يتجاوز الحياة الدنيا إنه التخطيط لآخرته أيضا ومصيره قال تعالى: «فإذا عزمت فتوكل على الله».

ويضيف: يستلزم مع التخطيط التجديد فهو أمر مطلوب وشيء محبب؛ لأن النفس سريعة الملل والسأم، والمتأمل للإسلام وشعائره بل للكون ومظاهره يجد أنها تراعى هذا الجانب، تجد الليل والنهار والشروق والغروب والحر والبرد والبحر والبر، وأخيرا أقول: يجب على المسلم أن يجدد إيمانه وفى صلته بربه وفى طريقة حياته وأعماله وتعاملاته مع الآخرين إلى الأفضل وذلك باغتنام الطاعات، فيزور المرضى ويسأل عن الأيتام ويصل رحمه ويبر والديه أى يعيد تنظيم حياته ويستأنف حياته مع ربه بعلاقة أفضل وعملا أكمل.