كشف حساب

«البتانون» تجربة مضيئة فى العمل الأهلى

عاطف زيدان
عاطف زيدان

تتمتع مصر بتاريخ شديد الثراء فى العمل الأهلى الذى يمثل الخير عماده وحب الوطن أساسه. ويعد العمل الأهلى أحد مقاييس تحضر الأمم. لذا ليس غريبا أن تضم دولة متحضرة مثل مصر هذا العدد الهائل من الجمعيات الأهلية، حيث يصل أكثر من 50 ألفًا وخمسمائة جمعية أهلية متنوعة الأنشطة. وتحرص الدولة على إفساح المجال لظهور المزيد من منظمات المجتمع الأهلى، إيمانا بدورها الكبير فى خدمة المجتمع.

وقد وصلتنى رسالة من أحد رواد التعليم بمحافظة المنوفية الأستاذ مختار شهاب يعرض فيها تجربته ومجموعة من محبى العمل الخيرى بقرية البتانون مركز شبين الكوم، لعلها تكون نموذجًا يحتذى به، من قبل الراغبين فى خدمة قراهم، فى أنحاء المحروسة.

قال فيها:عندما لمست اهتمامكم بالشأن الداخلى لمصر الحبيبة، واهتمامكم بكل مايفيد أبناءها، آثرت أن أكتب لكم عن تجربة قمنا بها، نحن مجموعة من الأصدقاء مختلفى الأعمار، فى قريتنا، فكرنا فى عمل يفيد القرية والقرى المجاورة، وبالتالى نخفف عن كاهل الدولة بعض أعبائها.

فقمنا بتأسيس جمعية أهلية سميناها جمعية تنمية وإصلاح المجتمع بالبتانون، لتعمل فى عدة مجالات «طبية واجتماعية وتعليمية».

وبدأنا بالمجال الطبى ووجدنا إجماعًا من أهالينا بأن يضم هذا المجال وحدة للغسيل الكلوى، وفعلًا أعلنا ذلك وبدأنا طرق الأبواب، وانهالت علينا التبرعات، للثقة التى يتمتع بها القائمون على العمل وسط أهلهم، وقام أحدنا بالتبرع رسميا بالفضاء أعلى مسجد رياض الصالحين، الذى أقامه بالبتانون لاستغلاله فى إنشاء مركز طبى خيرى.

وبعد فترة وجيزة أصبح المركز يضم وحدة للغسيل الكلوى بها ٢٨ ماكينة غسيل تقدم خدماتها بالمجان، ووحدة أشعة وبانوراما أسنان وأحدث أجهزة السونار والإيكو ومعملًا متطورًا للتحاليل الطبية يتم تشغيلها بأقل من نصف أسعار مثيلاتها. وأخيرًا تم الانتهاء من إنشاء مركز حضانات للأطفال المبتسرين يضم ١٩ حضانة بكل مستلزماتها تكلفت عدة ملايين من الجنيهات جميعها من تبرعات المواطنين وسيتم العمل بها بإذن الله بلا مقابل.

بالإضافة إلى تحمل الجمعية جميع تكاليف تشغيل كل أنشطة المركز من أجور عاملين وتكلفة كهرباء ومياه. وقد تم اختيار المركز ضمن أفضل عشرة مشروعات طبية أهلية على مستوى الجمهورية.

تحية لكل يد تبنى لخدمة مصر وأهلها.