فيض الخاطر

جائزة الدحدوح

حمدى رزق
حمدى رزق

طائر الفينيق حسبما يُسمى فى الميثولوجيا الإغريقية، طائر عجيب يجدد نفسه ذاتيًا، يولد من رماد احتراق جسده.
هكذا يمكن وصف الإعلامى الفلسطينى «وائل الدحدوح» كلما استهدفه الاحتلال بقصف مميت، يولد من قلب الرماد بشكل عجيب .
ترشيح مجلس أمناء جائزة نقابة الصحفيين «وائل الدحدوح» لنيل جائزة حرية الصحافة، هذا العام، جاء موفقاً تماماً.


الدحدوح رمز لصمود الصحفيين الفلسطينيين فى وجه العدوان الصهيونى الغاشم وآلة حربه الوحشية، وتعبير عن الضمير المصرى، وداعماً للقضية الفلسطينية، ومثمناً تضحيات الإعلاميين والصحفيين المرابطين على خط النار، وتكريماً لشهداء الصحفيين فى حرب غزة .
ترشيح صادف أهله، وعلى وقته، تكريمًا لشهداء الصحافة الفلسطينية، الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة، وفضح جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني،فضحوا بصمودهم الرواية الصهيونية الزائفة، وانتصروا للحقيقة.


والصحافة تنزف شبابها فى غزة بين شهيد وجريح الدحدوح نموذج ومثال، وصورته جريحا لا تقل قسوة عن صورته وهو يحتضن جثتى زوجته وابنه الكبير، وهو يبكى ثم يظهر حاملا ابنه الصغير ويتمتم «إنا لله وإنا إليه راجعون»، ومع توالى الفقد، ابنته، ثم حفيده، كاد يسقط من هول الصدمة .


الدحدوح رجل المهام الصعبة، أصابته قذيفة مباشرة، يسقط كالجواد العربى الأصيل ثم ينهض ليقاوم بالكلمة والصورة، يفقد رفيق رحلة الموت، الشهيد «سامر أبودقة»، يكفنه، يصلى عليه صلاة مودع، ثم يظهر على الشاشة ثابت الجنان، لا تهزه انفجارات ولا يتعتعه قصف صواريخ .


صامد ومرابط، يصف الدحدوح القذيفة تمر فوق رأسه دون أن تهتز أعصابه، متمالكا قواه ليصف لنا المشاهد البربرية التى عجزت عن وصفها كتب الوحشية فى سالف العصر والأوان .
الشاهد الحى على جرائم الاحتلال الصهيونى، صوت الدحدوح المبحوح سمعه العالم، سمع أنينه المكتوم، و دم الدحدوح الذى سال يشهد بوحشية لم ترى قبلا، حتى تاريخ الوحشية يتوارى خجلًا أمام بربرية جيش الاحتلال.