أوراق شخصية

منظمة الهاجاناه الإرهابية

د. آمال عثمان
د. آمال عثمان

أتعجب حقاً من الحديث عن المقاومة الفلسطينية، باعتبارها منظمات إرهابية، والإصرار على الاستمرار فى تكرار السرديات الزائفة، والروايات المضللة التى روّجها نيتنياهو رئيس الوزراء الصهيونى، ووصلت إلى أعلى المستويات، لاستمالة وحشد التعاطف والتأييد الدولى، وتبرير العمليات العسكرية الوحشية فى غزة، والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى.

وللأسف ردّدت تلك الأكاذيب- دون أدلة أو براهين- وسائل إعلام عالمية عريقة لها مصداقيتها، وأصر سياسيون غربيون على تكرارها داخل الساحات الدولية، ومنذ أيام أظهرت عمليات البحث والتحرى، التى قام بها قسم التحقق من الأخبار بجريدة «ليبراسيون» الفرنسية.

كذب تلك الادعاءات والروايات الملفقة، واتضح أن تلك الفظائع التى زعمت إحراق وذبح عشرات الأطفال ملفقة ولم تحدث مطلقاً، وأثبتت أن القصص والشهادات التى روجها الاحتلال الإسرائيلى عن اغتصاب النساء وإحراق الجثث غير متسقة وليس لها أساس، كما كشفت جريدة «هآرتس» عن التحقيقات التى قامت بها الشرطة الإسرائيلية، وأظهرت أن مروحية حربية قذفت المسلحين الفلسطينيين بشكل عشوائي، وأصابت وقتلت وأحرقت عدداً كبيراً من الشباب المتواجدين فى الحفل الموسيقي.

ولأننا نعيش فى عالم يعانى من أزمة أخلاقية حادة.

ولديه معايير مزدوجة تجعله يكيل بمكيالين، لم نسمع كلمة إدانة من الحكومة الأمريكية عن الإبادة والتطهير العرقى فى غزة والضفة الغربية، أو تعليقاً يتحدث عن قتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ بأكثر من 129 ألف قذيفة غبية عشوائية، أو هدم المنازل والمدارس والمستشفيات بالقنابل الفسفورية والصواريخ الأمريكية، أو الاعتراض على الهجمات الوحشية ضد المستشفيات ومحاصرتها، وقتل واعتقال الطواقم الطبية، ومنع سيارات الإسعاف من إنقاذ الجرحى.

لم نسمع إدانة للجنود الإسرائيليين المسلحين الذين هاجموا الفلسطينيين المدنيين، واعتقلوهم من إحدى مدارس الأونروا، وجردوهم من ملابسهم واقتادوهم للتحقيق، بصورة مهينة للكرامة الإنسانية، ومخالفة لكل المواثيق والأعراف الدولية، لم نسمع كلمة واحدة على لسان من تباروا فى إدانة هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات الاحتلال الصهيونى، التى يسكنها المتطرفون فى أراضى غلاف غزة، ولم يكترث أحد منهم لقتل واعتقال مئات الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وتعذيبهم واغتصابهم وتجويعهم داخل السجون الصهيونية..

أو اقتحام المنازل وتجريف الشوارع وتدنيس المساجد، وبعد كل ذلك تُرى من هم الإرهابيون؟! هل هم من يقاوم الاحتلال، أم منظمة الهاجاناه الإرهابية التى أصبح اسمها جيش الدفاع الإسرائيلى؟!.