نوبة صحيان

نريد من رئيسنا القادم

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

كل ورقة خضراء تنبت على أرض مصر.. اهتم بها علماء الحملة الفرنسية، قاموا بدراستها.. فحصوا التربة، عرفوا أنواعها، وزمامها، واحتياجاتها المائية، ومحاصيلها الزراعية.. درسوا كل شئ عنا.. ماذا نأكل ونشرب، وماذا نستورد ونصدر؟

 وعندما قرأ نابليون تقاريرهم، أعلنها صراحة «إن الأرض الزراعية فى مصر هى أعظم موارد المصريين، وأكبر منابع صناعاتهم، وكنزهم الحقيقى».. وكان هذا فى بداية القرن الـ 19 فماذا عن الوضع الآن؟

 تقول دراسة بحثية مرموقة حديثة أعدها علماء فى زراعة الصحراء أن الفجوة الغذائية بين الانتاج والاستهلاك فى مصر تتسع لعدة أسباب، أكثرها وضوحا الزيادة السكانية الرهيبة، ثم عدم وجود سياسة زراعية تُعظِّم دوائر الإنتاج، ما أدى فى النهاية لهذه الفجوة.

 ومن جانبى أقول إن دعمنا للسلع التموينية ارتفع لنحو 128 مليار جنيه بالموازنة الحالية 2023/2024  مقارنة بــ 90 مليارا خلال العام الماضى، وهو يبدو فى الظاهر دعما للمواطنين، لكنه فى الحقيقة يصب فى جيوب المستوردين، والمنتج الأجنبى!!

 فلماذا لا نوفر كل ذلك وننتج غذائنا الرئيسى، ولا نضع أنفسنا تحت ضرس المنتفعين أو الغرباء ؟!

 وكيف لبلد «النيل» أن يستجلب معظم غذائها من الخارج.. ويعتمد عليه فى طعامه اليومى؟!

إننا نطالب الرئيس القادم بأن يبنى على ما بدأناه من مشروعات زراعية وإنتاجية ناجحة، على غرار مشروع الصوب الزراعية، والمليون ونصف المليون فدان، والاستزراع السمكى والتسمين الحيواني، بشرط انتاج أعلافها محليا.. وأن يكون «الاكتفاء الذاتى من طعامنا الاستراتيجى».. على رأس أهدافنا القومية، حتى لو تحقق تدريجيا فى الخمس أو الست سنوات المقبلة.