عاجل جداً

تحليل المخدرات .. من شروط الزواج

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

 

منذ حوالى عام تقدمت عضو البرلمان النائبة هالة

أبو السعد بمشروع قانون بضرورة إجراء تحليل

المخدرات قبل الزواج، ليكون ضمن مشروع قانون

الأحوال الشخصية الجديد.

يشترط مشروع القانون على الراغب بالزواج إجراء تحليل المخدرات قبل توثيق وتوقيع العقد، وفى حالة ثبوت إيجابية عينة تحليل المخدرات عند أى من أحد الزوجين، وجب إخطار الطرف الآخر فورا، ولا يجوز للموثق إتمام إجراءات التوثيق إلا بعد إقرار الطرف الآخر بعلمه بذلك، ويعاقب بالحبس والغرامة كل من يخالف ذلك.

وبعدها بوقت قصير أيدت النائبة ريهام عفيفى عضو مجلس الشيوخ نفس المطلب بضرورة ضم تحليل المخدرات، لتحاليل ما قبل الزواج ، سواء للرجل، أو للمرأة حفاظا على الأسرة المصرية، والحد من نسب الطلاق.

والحقيقة أن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا فى معدلات الطلاق بلغ255 ألف حالة سنويا، وحوالى 50% منها سببه إدمان الزوج.
والارقام تؤكد أن نسبة كبيرة من الخلافات الزوجية سببها إدمان الزوج حيث تصل عدد حالات

الطلاق والخلع بسبب الادمان الى حوالى ٢٠ ألف حالة سنويا طبقا لصندوق مكافحة الادمان. وهناك بالطبع آلاف

الحالات غيرها لكنها لا تصل للمحاكم ولا تطالب

الزوجة فيها بالطلاق بسبب الظروف المادية ،

وهى حالات يفقد فيها الزوج كل مشاعر المسئولية

والانسانية تجاه أسرته ويتحول الى وحش لا يحكمه الا

«الكيف» لتتحول حياة الزوجة والابناء الى جحيم.

والمشكلة أن الفتاة عادة ما تفاجأ بمصيبة إدمان زوجها بعد إتمام الزواح، وقد لا تكتشفها إلا بعد الإنجاب وتضطر لخوض صراعات طويلة داخل المحاكم لطلب الطلاق ، ثم صراعات أخرى بحثا عن حقوقها فى النفقة وغيرها .وقد تضطر فى النهاية للطلاق خلعا والتنازل عن كافة حقوقها هربا من جحيم الحياة مع زوج مدمن.

ليس عيبا أن نضيف فحوص المخدرات والفحوص

النفسية للمقبلين على الزواج، بل أرى أيضا أنه من العدل أيضا إضافة مطلب آخر ، وهو تعويض الزوجة أو الزوج، إذا اكتشف أحدهما بعد الزواج أن شريك حياته مدمن، لأنه نوع من الخداع لا يتفق مع مبادئ الزواج التى شرعها الله.

لا ينبغى أن يكون الهدف الوحيد للزواج هو تحصين الفرج وغض البصر، بل الأساس هو البحث عن السكن والمودة والرحمة كما قال الله فى كتابه الكريم. وليس

من حق أى اثنين أن يقدما على الزواج دون التأكد من صلاحيتهما لتحمل مسئولية هذا الرباط المقدس ، وليس من حق مدمن

المخدرات أن يقدم على الزواج، ليدمر معه زوجة

وأبناء بلا ذنب

لماذا نتجاهل حديث نبينا الكريم صلى الله عليه وآله

وسلم:

«يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج

،ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه أحصن للفرج

وأغض للبصر»

و الباءة بالمناسبة هى كل متطلبات الزواج، المادية

والجسدية والعقلية والنفسية ، كل المتطلبات التى تضمن بناء حياة سوية.

نحن فى حاجة للاهتمام بتعليم الابناء فى المدارس

والجامعات والمساجد والكنائس المغزى السامى للزواج ، وأسس تكوين

الاسرة والاحترام بين الزوجين ، والمسئولية تجاه

الأبناء.

الانسان هو أرقى مخلوقات الله، والزواج عند البشر

ليس مجرد غريزة كباقى المخلوقات، بل هو رباط

مقدس لنشرالاستقرار والود والتراحم، ويستحق أن نضع له كل الضمانات ، بل الشروط إن احتاج الأمر.