فيض الخاطر

ماما نجوى

حمدى رزق
حمدى رزق

من يملك روح الجميلة نجوى إبراهيم لا يحزن أبدا، على وجهها ابتسامة طبيعية غير مصنوعة، ولا تتصنع، لا تكذب على نفسها ولا تتجمل أمام الناس ..
لم اتفاجأ بتصريحها بسنها، أطال الله فى عمرها، ولا بمرضها شفاها الله وعافاها، ولكنى تفاجأت بشجاعتها فى الاعتراف، ندرة من البشر الذين يعترفون بمرضهم، وندرة من النساء من يصرحن بأعمارهن..


لا تخلو الحياة من منغصات، والعقورون الذين امسكوا بثياب السيدة الجميلة، لا يخجلون ولا يستحون، اللى اختشوا ماتوا من الخجل، ماما نجوى ترد عليهم، تفحمهم، لسان حالها رغم المرض والألم، لايزال فى العمر فسحة لحب الحياة .


درس الإعلامية الرقيقة نجوى إبراهيم نموذج ومثال على التجدد، والتألق، وحب الحياة، والأمل، وعنوانها عيش بالأمل، والأمل لولاه عليا، وانا بالأمل أسهر ليالى ..
رغم أننى شخصيا كبرت على عرايس ماما نجوى المتحركة، ووهن العظم منى وأشتعل الرأس شيبا، وأخطو إلى المعاش سريعا، لكنى لاأزال أتعلم من معلمتنا اللطيفة.
درس الحياة، كيف تتفاعل مع متغيرات الحياة دون ضجر، كيف تتقبل القدر مبتسما، وتعالج المرض بروح عالية، وتمضى أيامك بين أمل ورجاء فى يوم جديد تشرق فيه الشمس تنير الوجوه الطيبة.


لم تطلب شيئا من أحد، وجلست فى بيتها عزيزة مكرمة، تتلقى صباحات طيبة من محبين كثر تعينها على احتمال ما تجود به الأيام، ولا تهمل واجبا، ولا تبتعد بمسافة لكنها قريبة دوما من الناس .


الناس الطيبة تحب ماما نجوى، هكذا ينادون عليها فى الطرقات، تبتسم ويشرق وجهها وترد بإبتسامتها اللافتة، وتحتفظ بقصة شعرها الشهيرة، لم تغيرها لأنها لم تتغير، ولا غيرتها السنون، ولا بدلها الزمان، نفس الصوت تسمعه هاتفيا وهى تسبقك بالترحاب، وتطمئنك على صحتها، وتحكى لك طرفا من محبتها.
الانزعاج الذى شعرت به ماما نجوى من قسوة أصوات عقورة، خلق انزعاجا وقلقا عند محبيها، سيل منهمر من الاتصالات تعبر عن محبة وامتنان وتطمئن، من ريحة الزمن الجميل، نجوى إبراهيم بنت أيامنا الحلوة، ولا نزال نعيش ذكرى عرائسها اللطيفة التى كانت تعلمنا مبادئ الحياة الرشيدة، وغسل الأيدى قبل الأكل وبعده، والنوم مبكرا، وحفظ الدروس وتأدية الواجبات.. كانت تقرأ لنا من كتاب المحبة فصولا.