صباح الفن

«صوت وصورة» 

إنتصار دردير
إنتصار دردير

بقلم: إنتصار دردير

النجاح الذى حققه مسلسل «صوت وصورة « الذي انتهى عرضه على منصة «Watch It» وقناة» Dmc» أرى أنه يرجع لسببين، الأول القالب التشويقى الذى اختاره المؤلف محمد سليمان عبد المالك، الذى جاء جاذبا للجمهور، برغم من أن المسلسل لم يكن مجرد عمل درامى بوليسى يدور فى فلك جريمة قتل يجرى البحث فيها عن القاتل ، بل جاء محملاً برسائل مهمة، و مشتبكاً بقضايا عديدة ومنها التحرش فى مكان العمل وحق الرؤية وتغول «السوشيال ميديا» وسيطرتها على حياتنا، ومخاوف الذكاء الاصطناعى وقدرته على لى الحقائق وتحويل البرئ إلى متهم.
نهاية الحلقات التى أثارت جدلا يعكس إهتمام المشاهدين ومتابعتهم، بعدما جاءت خارج توقعاتهم حيث تبارى متابعون فى تصورات عديدة لها قبل أن ينتهى المسلسل، لتأتى الحلقة الثلاثون بقاتل آخر لم يتردد اسمه بين المشتبه بهم ، لكن بقى اعتراف البطلة حنان مطاوع لمحاميها بإرتكابها جريمة القتل فى الحلقة قبل الأخيرة ليثير بلبلة لدى البعض لأن الاعتراف، وفقا للقواعد القانونية يظل سيد الأدلة، لكن لم يلمح الحوار بجملة أنه جاء تحت ضغط نفسى رهيب  دفعها للاعتراف بجريمة لم ترتكبها اعتمادا على استنتاج المشاهد.
هذه النهاية التى اختلف حولها البعض لاتقلل من النجاح الكبير الذى حققه المسلسل المكون من ثلاثين حلقة خارج الموسم الرمضانى وإن شابها بعض التطويل فى النصف الثانى من المسلسل.
السبب الثانى فى رأيى لنجاح المسلسل يرجع لبراعة  الأداء التمثيلى لأبطاله إذ لايمكن تصور ممثلة أخرى فى دورحنان مطاوع، الصادقة المعجونة بالموهبة ،ونجلاء بدر التى ظهرت بأداء ناضج ، لكن مفاجأة المسلسل كانت فى الفنان صدقى صخر الذى قدم نموذجا للمحامى النزيه المؤمن بضرورة تحقيق العدالة ، وقد بدا وكأنه لايمثل، بل يعيش حالة توحد مع الشخصية، كما رأينا ممثلين يبرعون فى أدوارهم بشكل لم نعهده من قبل مثل، عمرو وهبة، وليد فواز، رامى الطمباري، فدوى عابد، ولاء الشريف.
لاشك أن أداء الممثل يعتمد على موهبته بشكل أساسى ، لكن يقف وراءه رؤية المخرج واختياره الموفق لممثليه، وقبل ذلك كله براعة المؤلف فى رسم الشخصيات عبر حوار فريد فى مضمونه، وهو ماتحقق فى «صوت وصورة».