«عايز أعيش»| أطفال غزة يروون لـ «الأخبار» مآسى التهجير

 «عايــز أعيــش» أطفال غزة
«عايــز أعيــش» أطفال غزة

عندما يعجز القلم عن الوصف أو التعبير عما بداخلك هنا تتأكد أنك وصلت لمرحلة من العجز الإنسانى..

وأى عجز قد يلم بك عندما تسمع حكايات وروايات من أطفال غزة بعد نزوحهم من الشمال للجنوب.. مآسٍ تقع على أذنيك  تقشعر لها الأبدان وتشيب لها الرءوس..

حكايات عن تلك الليالى السوداء التى لا بزوغ للفجر فيها فى مساكن التهجير أو النزوح.. الرعب والهلاك والموت هو عنوان عريض لتلك الحكايات..

«الأخبار» تواصلت مع عدد من أطفال غزة تليفونيا بعد نزوحهم من الشمال للجنوب جبريا على يد العدو المتغطرس عقب ضرب غزة والفتك بها لينقلوا لنا بالكلمة والصورة حياتهم، إذا كنا نطلق على ما يعيشونه حياة من الأساس!.. ليحكوا لنا شهاداتهم عن المجازر الإسرائيلية بحقهم وحق أهاليهم فى القطاع.. ليرووا لنا شكل الحياة فى مدارس وبيوت النزوح.. فإلى التفاصيل.  

فى البداية تقول الطفلة الين عيسى البالغة من العمر 10 سنوات من مدينة غزة ونازحة إلى منطقة النصيرات بالمنطقة الوسطى: «اوقفوا الحرب يا يهود لأننى زهقت من الحرب، عاوزة أعيش حياتى الحلوة وأرجع إلى حياتى الطبيعية، فدارنا راحت وبابنا انكسر، أنا خايفة من كل شىء، شنطتى راحت، مكتبى راح، غرفتى راحت، يا الله، متى نعيش حياتنا الحلوة، جننتونا انتم يا يهود».

وتستكمل الين عيسى حديثها بلغتها العفوية البسيطة قائلة: «أوقفوا الحرب، لماذا الحرب؟!، متى تخلص الحرب؟، أتمنى انتهاءها فى الغد، أنا تعبت كتير والله، بدور على أكل ومش لاقية، فوين ناكل ووين نعيش، يا الله، أنا زعلت كتير على دارنا، بدنا مكان حلو نعيش فيه.. بدنا دارنا نعيش فيها، احمونا يا عالم من اليهود، شبعنا من الحرب».

ويلتقط الحديث من الين شقيقها يوسف قائلا: «أنا بدى أروح على المدرسة، مدرستى راحت، وبيتى راح، وكل البيوت راحت، إيش أسوى، وأطالب بوقف الحرب، فنحن ننام جعانين وبدنا الحرب تخلص علشان نعرف ناكل، كل حاجتى راحت وكل ملابسى راحت، الحرب بدأت يوم الأربعاء أو الخميس ومن ساعتها لا أستطيع تناول المولتو والعصير كما كنت أفعل من قبل كل يوم فى المدرسة، فكل البيوت تهدمت، فنفسى أعيش طفولتى». 

وتروى هند نضال مأساتها قائلة: «أنا من قطاع غزة وتم تهجيرنا بعد الحرب من منطقة الزهراء تحديدا إلى منطقة النصيرات، وأبلغ من العمر 10 أعوام، مضيفة أن إسرائيل قصفت البيوت فوق رءوس أطفال غزة، وكل الأطفال ماتت، ونص غزة تشرد، ومبقاش عندنا ملابس، فنحن ميتون من الجوع والعطش، اوقفوا الحرب احمينا يا الله، احنا مدنيين وليسوا حمساوية، بدى أمارس حياتى العادية وأذهب إلى دروسى ومدرستى ولكن كيف؟!، فالاحتلال قصف مدرستى فى غزة ودمر كل شىء بالطائرات والدبابات والصواريخ. 

ويقول مجد طارق مريش 9 سنوات أنا من منطقة الشجاعية فى غزة وتم تهجيرنا إلى مدرسة فى حى النصيرات، فاحنا تعبنا من كل شىء بعد تهجيرنا، فالحمام بقعد ساعة علشان ادخله، فالبيوت وقعت فوق راسنا وطلعنا من تحت الردم، أين دول العالم مما يحدث لنا فى غزة ؟!

أما الطفل سعيد أحمد البالغ من العمر 13 عاما ونازح من حى الزيتون بالقطاع إلى منزل عائلة صديقه بالنصيرات فيقول، أصبحنا مشردين وبدنا نعيش مثل كل أطفال العرب والعالم، فالمدارس قفلت أبوابها بعد أن تم ضربها وبالتالى لا يوجد تعليم الآن فى غزة. 

ويضيف سعيد:  بدنا نروح للمدارس علشان ننمى عقولنا ونصير عقول نافعة لفلسطين، وهنا الحياة فى مناطق النزوح خالية من أى مقومات طبيعية، فلا يوجد كهرباء أو مياه أو طعام، فنحن نعيش على المياه المالحة وننام تحت المطر والدنيا بتشتى علينا والبرد يضربنا، وين العالم مما يحدث لنا ؟!، نريد أموال علشان اشترى أكل، بنصحى على صوت القصف الإسرائيلى لمنازلنا ونخاف من صوت القصف، ما بنعرف ننام بالمرة، وأبويا مات بعد تهدم منزلنا علينا واحنا نجونا بأعجوبة بعد أن طلعنا من تحت الردم.

ويقول مالك طارق بلهجة يسيطر عليها الحزن، «نفسنا نعيش، تعبنا من كثرة القصف سواء بالليل أو النهار، ابويا مات وأمى ماتت فى القصف، لا توجد حياة، كل المخابز قفلت، لا توجد حياة، غزة كلها راحت وادمرت، احنا سقعانين وبنموت من البرد، غزة تحولت لمدينة أشباح، هناك حالة من الرعب داخل قطاع غزة نعيشها الآن، فنحن نسير على فلل وبيوت وعمارات تهدمت وأصبحت رماد، ومدرستى اتضربت، وأناشد كل العالم بالتدخل لحمايتنا.