فواصل

عمى البصر والبصيرة

أسامة عجاج
أسامة عجاج

تبنى الغرب، وفى القلب منه أمريكا، السردية الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى لبدء عملية طوفان الأقصى، وما أعقبها من عدوان عسكرى إسرائيلى مجرم على قطاع غزة، متجاهلا الحقائق على الأرض، لدرجة أن رئيس أكبر دولة فى العالم جون بايدن شكك، فى أعداد الضحايا، مما دفع السلطات فى غزة إلى نشر القوائم التفصيلية للشهداء، كما تجاهل عن عمد تصريحات مسئولين إسرائيليين، تمثل جريمة إبادة وجرائم حرب، ومنها دعوة  وزير فى الحكومة، إلى (إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة)، مسئول آخر قال إنه (لا يكترث لموت كل أطفال غزة)، وبعيداً عن حقيقة أن واشنطن وعواصم غربية أخرى لديها قدرة التعرف عن الحقيقة على الأرض، فى حالة عمى سياسى نادر،  فلماذا لم يستمع الغرب ومنها أمريكا،  إلى جهات محايدة، لا يمكن حسابها كداعمة للسردية الفلسطينية، وهى المنظمات الدولية، بتماسها اليومى مع حرب إبادة لشعب أعزل، ونتوقف عند نماذج منها، مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية والذى قال (إن الوضع الإنسانى فى غزة حرج، ويصبح الآن غير محتمل، المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازارينى، دعا إلى وقف المذبحة، وقال إن الشهداء من أطفال غزة لم يكونوا إرهابيين أو حيوانات بشرية، وقال إن غزة تشهد كارثة غير مسبوقة، وهذه  فرصتنا الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا، وذكر أحد تقارير الوكالة أن حوالى ٧٠٠ ألف نازح يعيشون فى ١٤٩ منشأة تابعة للوكالة، كما حذر الصليب الأحمر منذ فترة من أن نظام الرعاية الصحية فى قطاع غزة وصل إلى  نقطة اللاعودة، بعد توقف ٢٨ مستشفى من أصل ٣٥ عن العمل، المنظمات الدولية قامت بعمل غير مسبوق، عندما أصدرت بياناً جماعياً وقع عليه ١٨ وكالة من الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة، طالبت فيه بالسماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والوقود إلى القطاع،  ولكن ماذا نقول عن المشهد الذى يعيشه مليونان ونصف مليون إنسان، يضاف إليها (عمى البصيرة) فلا تجد أى موقف منصف، يضغط بوقف هذا الجنون الذى تمارسه إسرائيل.