لذا لزم التنويه

معانا ولا معاهم؟

أميمة كمال
أميمة كمال

معانا ولامعاهم؟ بساطة السؤال، وعمق الفكرة ، لابد أن يحيرنا. كيف اتفق المصريون على أفكار، لم تعد متداولة ، إلا فى إعلانات حكومية حول حماية الإنتاج المحلى.

فبدلاً من البحث عن أحدث الماركات العالمية، والمطاعم الأجنبية الشهيرة، بدأت حملة للتفتيش فى أرفف السوبر ماركت، ومحال البقالة، وأكشاك السجائر عن الماركات المحلية البديلة.

وأصبح السؤال الأول قبل أن تتناول أى شىء فى القهوة، أو الكافيه عن الشركة المنتجة للمياه الغازية، والمعدنية، وماركة الشاى، والنسكافية أو البرجر، والبيتزا، وما إذا كانت من إنتاج شركات تدعم إسرائيل، أو من الماركات الصديقة.

وكأنها مهمة وطنية راح الجميع يبحثون عن بدائل للبن البودرة، وعلب الصلصة، والمربى، ومسحوق الغسيل، وكل ما نشربه أو نأكله أو نلبسه، أو مايصل إلينا من شركات التوصيل للمنازل. وكأننا استيقظنا فجأة على أن ثمة صناعة مصرية، يمكن أن تغنينا عن سؤال اللئيم.

وسرعان ما بدأت الشركات المصرية المنسية، تعلن عن تحسين منتجها، وزادت طلبات التوظيف للعمالة، وفتح عنابر جديدة لتلبية الطلب المتزايد.

وربما لم يكن يحلم الباحثون فى معهد التخطيط القومى، عندما كانوا يطلقون تقريرهم «تعميق الصناعة» منذ أسابيع عن لحظة أكثر مناسبة من تلك ، لإعادة الروح للصناعة المصرية. التقرير الذى صدر فى 500 صفحة ،بعد ثلاث سنوات من الدراسة والمقابلات والندوات، اعتبره مدير المشروع الدكتور إبراهيم العيسوى بمثابة (مشروع وطن وشعب).

دعا الباحثون فى تقريرهم إلى جعل تعميق التصنيع لايقتصر على تصنيع منتجات نهائية ،أو وسيطة اعتمادا على مستلزمات مستوردة، بل لإنتاج المكون المحلى، وزيادة الاعتماد على الذات. وتوسيع قاعدة الصناعات الثقيلة ،والمعدات، وإنشاء قاعدة تكنولوجية وطنية لتحرير الدولة من التبعية التكنولوجية والاقتصادية.

وليس فقط تعميق الصناعة الحالية، ولكن توسيع وإنشاء صناعات جديدة. والتقرير يخبرنا بأن التعميق لن يبدأ من الصفر مشيرا إلى بعض النجاحات التى تحققت.

وقد اختار الباحثون عدداً من الصناعات التى تم وضع تصور لكيفية تعميق إنتاجها مثل: الصناعات الغذائية، والغزل والنسيج، والورق، والسيارات، والدواء، وألواح الطاقة الشمسية، والزيوت، والصناعات الثقيلة. التقرير ملئ بالتفاصيل الدقيقة، التى لو كان وزير الصناعة لديه الوقت، وحضر مؤتمر إطلاق التقرير، ربما استشعر الحرج لعدم إقدامه على إعداد مثل هذا التقرير. ولكن المؤكد أن صمود غزة حمل رزقاً كبيراً للصناع المصريين.