الزراعة.. مشروعات عملاقة لحماية الأمن الغذائى للمصريين

دور ملموس للقوات المسلحة فى زيادة الرقعة الزراعية وحماية الأراضى

الرئيس السيسى يتفقد أحد المشروعات الزراعية
الرئيس السيسى يتفقد أحد المشروعات الزراعية

يطلع الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال الاجتماعات المستمرة على مستجدات الجهود الرامية لصون وحماية الأراضي الزراعية، على النحو الذى يحفظ حقوق الدولة والشعب، فضلاً عن عرض التحديات التي تواجه الجهات المعنية في هذا الصدد، وسبل التغلب عليها.

ووجه الرئيس السيسي الحكومة بالمتابعة المستمرة والدقيقة لجهود حماية الأراضي الزراعية، والتصدي بحزم للممارسات غير القانونية للاستيلاء والتعدي عليها، سعياً نحو تحقيق الأهداف المرجوة اقتصادياً وتنموياً، والحفاظ على أصول وحقوق الدولة والشعب، وتساهم القوات المسلحة بدور ملموس في زيادة الرقعة الزراعية وزيادة الإنتاج الحيوانى، وحماية الأراضي الزراعية من التعديات.

وبدأت أجهزة الدولة وفى مقدمتها القوات المسلحة فى تنفيذ مشروعات عملاقة لاستصلاح مساحات كبيرة من الأراضى الصحراوية، بالإضافة إلى مشروعات توفير المياه من مصادر مختلفة عبر المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعى وتحلية مياه البحر مع الاتجاه إلى ترشيد استخدام المياه عبر تطبيق نظم الرى الحديثة.

وقد وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى الأمن الغذائى للمصريين ضمن أولوياته باعتباره أمناً قومياً، خصوصاً مع الزيادة الكبيرة فى عدد السكان الذين تجاوزت أعدادهم الـ105 ملايين مواطن، فكان من الضرورى مواجهة الزيادة بتوفير المحاصيل الزراعية المختلفة بدلاً من الاستيراد.

مشروعات قومية عملاقة خطت فيها الدولة خطوات كبيرة من أجل دعم الأمن الغذائي، كان من بينها الـ1.5 مليون فدان والدلتا الجديدة وتوشكى الخير والصوب الزراعية، وهو ما انعكس بشكل إيجابى على توافر المحاصيل الزراعية بالأسواق المصرية..

ولم تكتف الدولة بالمشروعات الزراعية من حيث زراعة المحاصيل فقط، بل تعدى ذلك إلى توفير الصناعات الغذائية القائمة على هذه المحاصيل، وهو ما أدى إلى انتعاشة بالأسواق وتوفير العديد من فرص العمل.

100 ألف صوبة

ومن بين المشروعات العملاقة التى اتجهت لها الدولة من أجل توفير المحاصيل للمواطنين، يأتى مشروع الصوب الزراعية الذى بدأت فيه الدولة فى عدد من المناطق، وبدأت فى حصد ثمار هذه المشروعات.

ويُعد مشروع الصوب الزراعية الأكبر فى الشرق الأوسط، والمشروع يتضمن إنشاء 100 ألف فدان من الصوب، المرحلة الأولى تم افتتاحها وشهدت إنشاء 5 آلاف صوبة زراعية على مساحة 20 ألف فدان. وتم افتتاح المرحلة الأولى فى مناطق قاعدة محمد نجيب وأبوسلطان والعاشر من رمضان، وقرية الأمل شرق محافظة الإسماعيلية، وعملت هذه المرحلة على توفير 40.500 فرصة عمل.

وأشاد حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، بمشروع الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب، مؤكداً أن مشروعات الصوب الزراعية التى تقوم بها الدولة من أفضل المشاريع القومية العملاقة فى المجال الزراعى فهى تزيد الإنتاج 5 أضعاف، وتنتج أجود الأصناف وتوفر فى المستلزمات الزراعية.. وأوضح أبو صدام، أن الصوب تقى النبات من التغيرات المناخية، وتزيد الدخل من العملات الأجنبية، وتساهم فى عدم انفلات الأسعار، ولولا الصوب الزراعية هذا الموسم لتضاعفت أسعار الخضراوات.. وتعمل مشروعات الصوب الزراعية على تحقيق الأمن الغذائى للمصريين والعمل على سد الفجوة من عملية الإنتاج والاستهلاك لدى المصريين، كما يهدف المشروع إلى تعظيم الاستفادة من الأراضي.. كما يهدف المشروع إلى ترشيد استهلاك المياه، خصوصاً وأن الصوب الزراعية توفر المياه بنسبة 80% وتعمل على زيادة الإنتاج 4 أضعاف، وتسمى الصوب الزراعية بالزراعة النظيفة لعدم استخدام المبيدات، حيث تعتمد على تكنولوجيا حديثة فى الزراعة، كما توفر مشروعات الصوب الزراعية فرص العمل للمواطنين، وحماية الزراعات من التغيرات الجوية والإصابات سواء الحشرية أو المرضية.

مشروعات قومية

ويقع مشروع الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب فى موقع متميز لقربه من ميناءى الإسكندرية والداخلية ومطار برج العرب، وهو ما يعطى للمشروع إضافة وميزة كبيرة فى عملية نقل المحاصيل.

وقد افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى المرحلتين الأولى والثانية من المشروع، ويقام المشروع على مساحة 10 آلاف فدان، ويتضمن 1300 صوبة زراعية، ويعادل إنتاج مشروع الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب نحو مليون فدان من الزراعات التقليدية التى تتم بالشكل العادي.

أما مشروع الصوب الزراعية بموقع العاشر من رمضان فيقام على مساحة 2500 فدان، ويشمل 600 بيت زراعي، ومحطة فرز وتعبئة بطاقة 800 طن فى اليوم.. أيضاً يتضمن المشروع محطة رفع بطاقة 50 ألف م3 فى اليوم، ومحطة تحلية مياه وأخرى للصرف، أما عن الطاقة الكهربائية للمشروع فيتم الحصول عليها من قبل محطة الطعفرية، ويقع المشروع بالقرب من موانئ العين السخنة والأدبية وشرق التفريعة ودمياط، وهو ما يعطى له مميزات خاصة بسهولة نقل المحاصيل.

ولم يختص الاهتمام بإنشاء الصوب الزراعية بالمناطق الساحلية فقط بل امتد إلى عدد من المحافظات منها محافظة الفيوم بمنطقة اللاهون، ويمثل مشروع الصوب بمنطقة اللاهون إضافة قوية لقطاع الزراعة فى مصر، ويقع على مساحة 13 ألف فدان، ويحتوى على 2000 بيت زراعي، وتبلغ مساحة البيت الزراعى الواحد حوالى 2.5 فدان، بطاقة إنتاجة 800 طن فى اليوم، ويكفى لاستهلاك 2.7 مليون مواطن.

قفزة فى الصادرات

وقال اللواء أركان حرب عبدالعظيم يوسف المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن مصر تمكنت من تحقيق قفزة ملحوظة فى صادراتها الزراعية خلال الفترة الأخيرة، موضحًا أن هذه الزيادة فى الصادرات جاءت نتيجة اعتماد منظومة قوية للرقابة على المنتجات الزراعية.

وأكد اللواء عبدالعظيم أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة بتحقيق الأمن الغذائى وفتح آفاق للتصدير الزراعي، بمثابة تأكيد على توفير حياة كريمة للمواطنين وتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية وتقليل فاتورة الاستيراد، مشيراً إلى اهتمام القيادة السياسية بالاستثمار الزراعى وتوسيع الرقعة الزراعية من خلال إقامة مشروعات زراعية جديدة منها مستقبل مصر وتوشكى وشرق العوينات والفرافرة وسيناء وغيرها، وذلك كله يهدف إلى تأمين الاحتياجات الغذائية والزراعية، خاصة السلع الاستراتيجية ومنها القمح.. وأشار الخبير الاستراتيجى إلى أن الأزمة العالمية أثبتت صواب رؤية القيادة السياسية بإقامة مشروعات زراعية عملاقة تستهدف زيادة الإنتاج الزراعى وتحقيق الاكتفاء الذاتى مما يحقق الأمن الغذائى..

وأوضح أن المشروعات الزراعية العملاقة التى تقيمها الدولة تهدف إلى معالجة الخلل المزمن فى محدودية رقعة الأراضي الزراعية من المساحة الجغرافية الكلية للجمهورية، وتحقيق طفرة نوعية تُضيف لقدرة الدولة على تحقيق الأمن الغذائي للشعب المصري.

ولفت إلى أن الزراعة فى مصر تمر بتحولات إيجابية ملحوظة، حيث تم تحسين نوعية المنتجات والتركيز على تلبية متطلبات الأسواق العالمية، معربًا عن تفاؤله بمستقبل الزراعة فى مصر ودعمها المستمر لتحقيق استقرار الإنتاج الزراعى والمساهمة بشكل أكبر في ازدهار الاقتصاد الوطني.