فى الشارع المصرى

گلام للعقلاء

مجدى حجازى
مجدى حجازى

استوقفنى «بوست» كتبه أحد الأصدقاء على صفحته بالـ «فيس بوك»، حيث أشار إلى أنه «منقول»، ونشره بعنوان: «گلام للعقلاء»، جاء فيه:

(المرض نصيب، والعلاج قرار.. والزواج نصيب، والطلاق قرار.. ووجود أشخاص بحياتك نصيب، والاحتفاظ بهم قرار.. فإن لم تكن تمتلك النصيب، فأنت تمتلك القرار.. فعيوب الجسم يسترها متران من قماش، ولكن عيوب الفكر يكشفها أول نقاش.. ليست الأمراض فى الأجساد فقط، بل فى الأخلاق أيضا، لذا إذا رأيت سيىءَ الخلق، فَادعُ لهُ بِالشفاء، واحمد الله الذى عافاك مما ابتلاه.. نحن مخلوقون من «نطفة»، وأصلنا من «طين»، وأرقى ثيابنا من «دودة»، وأشهى طعامنا من «نحلة»، ومرقدنا تحت الأرض «حفرة»..

سبب المشاكل وقطع العلاقات وشحن النفوس هو «نقل الكلام»، ونحن ما بين مقصود لم يفهم أو مفهوم لم يقصد.. عجيب من يجد لنفسه عذرًا فى كل شىء، ولا يعذر الناس فى أى شىء..

أجمل سرقة هى سرقة القلوب بطيب الأخلاق، فالفراشة رغم جمالها «حشرة»، والصبار رغم قسوته «زهرة»، فلا تحكم على الناس من أشكالهم، واحرص على استشعارهم بما تضمره قلوبهم، كن من تـكون، فَاليوم تمشى على قدميك وغداً محمولًا على الأعناق إلى مثواك، فلا تنشغل بمسمّيات الدنيا، واحرص على العمل للفوز بمسمّيات الآخرة، حيث: «الصائمون»، «القائمون»، «القانتون»، «المتصدقون»، «الراكعون»، «الذاكرون»..

فلنكثر من التفكر فى قوله تعالى: ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ «الفجر: 24».
ولنتذكر أنه عندما طرح إبراهيم ولده إسماعيل «عليهما السلام» واستلّ سكينه ليذبحه، وإسماعيل يردد: افعل ما تؤمر، وكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة تجهيزاً لهذه اللحظة، فَثِق بربك.. ولما دعا نوح، عليه السلام، ربه: ﴿أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ﴾ «القمر 10»، لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله، وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه فى السفينة، فَثِق بربك.. ولما جاع موسى «عليه السلام» وملأ صراخه القصر، وهو لا يقبل المراضع فانشغل الجميع: «آسيا» و«المراضع» و«الحرس»، فكان تدبير الله لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين بها وابنها، فَثِق بربك.. وعندما أطبقت الظلمات على يونس «عليه السلام» واشتدت الهموم، فلما اعتذر ونادى :﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ «الأنبياء: 87»، قال الله تعالى: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ  وَكَذَلِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ﴾ «الأنبياء: 88»، فَثِق بربك.. وعندما كان سيدنا محمد، ، مستلقيًا فى فراشه حزيناً بعدما ماتت زوجته وعمه، واشتدت عليه الهموم، فما كان من الله إلا أن أمر جبريل بأن يعرج به إليه يرفعه للسماء، فَثِق بربك.. ولما أخرج الله يوسف «عليه السلام» من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن، ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع، بل أرسل رؤيا تتسلل فى هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم، فَثِق بربك).. «انتهى البوست».

لنثق بالله، ولنرفع أكف الخضوع والتضرع، ولنعلم أن فوق سبع سماوات رباً حكيماً كريماً.. نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا، اتسعت لنا السماء، فكيف نيأس؟! والله أقرب إلينا من حبل الوريد.. اللهم زدنا بك ثقة واجعلنا من المتوكلين عليك، آمين.

لندعُ الله، أن يحفظ شعب فلسطين، ويقيه شرور الصهيوأمريكية.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.