أسطورة الفن المصري تحت مجهر النـُقاد| الوثائق الخاصة لمحمد فوزي في كتاب استثنائي

مؤلف الكتاب الناقد والكاتب الصحفي أشرف غريب مع الناقد الفني د. أشرف عبدالرحمن
مؤلف الكتاب الناقد والكاتب الصحفي أشرف غريب مع الناقد الفني د. أشرف عبدالرحمن

■ كتبت: منى سراج

تُمثل مسيرة حياة كبار الفنانين تحفة فنية فى حد ذاتها، تستوجب تسليط الضوء على تفاصيلها الخفية وأحداثها البارزة، من بين هؤلاء الفنانين الذين تركوا بصماتهم المميزة فى عالم الفن، يبرز اسم الفنان الراحل محمد فوزي، بشكل استثنائي، والذى تحولت حياته ومساره المهني إلى مادة للدراسات والتحليلات العميقة، التى لم تترك أى جوانب غامضة فى رحلته الفنية، وفى هذا السياق، أصدر الكاتب والناقد الفنى، أشرف غريب، كتابه المُميز «محمد فوزي.. الوثائق الخاصة»، الذى يُعد تحفة أدبية وثائقية فريدة فى عالم السير الذاتية والفن.

■ الفنان الراحل محمد فوزي

وقد مثل حفل توقيع ومناقشة الكتاب حدثا لا يُنسى، حيث تم احتضان الجمهور فى جلسة نقاش مثيرة ومليئة بالحب والتقدير فى حضرة محمد فوزي، فيتناول الكتاب حياة هذا الفنان الاستثنائي، الذى برع فى مجموعة متنوعة من المجالات الفنية وأسهم بإبداعاته فى السينما والموسيقى وصناعة الأفلام.

يُسلط الكتاب الضوء على مسار فوزي الفني الطويل والمتعدد الأوجه، ويشمل التفاصيل الشخصية لحياته، بداية من مولده فى كفر أبو جندي، بالغربية وانتهاءً برحيله، وقد تميزت هذه السيرة الذاتية بالدقة والمصداقية، حيث تم استخدام وثائق أصلية وشهادات للكشف عن الحقائق، ونقل القصص بأمانة ووضوح، ويبرز الكتاب ليس فقط الجوانب الفنية والموسيقية لمحمد فوزي، ولكن أيضًا يسلط الضوء على الجوانب الإنسانية والمعارك الشخصية التى واجهها طوال حياته، كما يناقش المحن والتحديات التى واجهها، بدءًا من المعركة الشهيرة حول أغنية «يا مصطفى يا مصطفى» وصولاً إلى أزمة تأميم شركته «مصر فون».

◄ اقرأ أيضًا | «أم البطل».. حكاية أغنية اعتزلت بسببها شريفة فاضل

واحدة من النقاط المُميزة لهذا الكتاب هى الرؤية الفريدة التى اتبعها المؤلف فى كتابته، فهو لم يكتفِ بمُجرد سرد الأحداث والتواريخ، بل قدم روح السيناريو والرواية لتجعل المعلومات الجافة تتحول لمشاهد فيلمية تلتقط القلوب والأذهان، هذا الأسلوب الفريد فى السرد جعل الكتاب لا يُقرأ فقط بل يُشاهد، وكأنك تشاهد فيلمًا سينمائيًا مُلهمًا، كما يسلط الكتاب الضوء على أهمية جمع الوثائق واستخدامها كأداة لعرض الحقائق وحماية التاريخ الفنى من التشويه والأخطاء التى يمكن أن تحدث بسبب نقل المعلومات غير الدقيقة عبر وسائل التواصل والإنترنت.

«محمد فوزي.. الوثائق الخاصة» يُعد عملًا استثنائيًا يحمل روح الفنان، ويُسلط الضوء على إرثه الكبير، ومُساهماته الفنية والثقافية، ويُمثل إضافة قيمة للتاريخ الفني، ويُثبت أهمية البحث الدقيق وجمع الوثائق فى الكتابة عن الشخصيات العامة والفنانين الكبار.

الكاتب والناقد الفني، أشرف غريب، مؤلف الكتاب، قال إن اسم الفنان محمد فوزى يتألق فى عالم الفن المصرى الكلاسيكي، كنجم استثنائي، لكن ما لا يعرفه الكثيرون عنه هو تلك الروح الإنسانية والمعاناة التى حملها معه طوال رحلته الفنية، لافتًا إلى أن «ويلك ويلك» إحدى أشهر أغانيه، ليست مجرد ملحمة غنائية، بل هى نافذة تطل على عالمه الشخصى والعاطفي، حيث كان بهذه الكلمات القوية، يُناجى العالم بألمه وأحزانه، فهى تعبير عن الألم الإنسانى والمعاناة الشخصية، وكانت الأغنية تجسيدا لتلك العواطف بشكل ملحمي، وكان يُعبر من خلالها عن آلامه وأحزانه، ويشارك الناس تجربته الشخصية، فهذه الأغنية لم تكن مجرد كلمات وألحان، بل كانت صرخة إنسانية، مُضيفًا أن محمد فوزي، بصوته الذهبى وموهبته الفريدة، استطاع أن يلامس قلوب الناس، وأن يأخذهم فى رحلة موسيقية لا تُنسى، لكن وراء تلك الأغانى الجميلة، خبأ معاناة شخصية لا تقل أهمية.

ووصف العديد من النقاد الكتاب بأنه بمثابة تُحفة أدبية وثائقية فريدة فى عالم السير الذاتية والفن، وأشادوا بالدقة والجهد الذى بذله الكاتب فى جمع وثائق فوزى وتحليلها بشكل مُستفيض، كما أثنوا على قدرة الكتاب على رسم صورة حية وواقعية لحياة الفنان، مُعبرين عن إعجابهم بالأسلوب السردى المُمتع والمُشوق الذى جعلهم يشعرون وكأنهم يعيشون تلك اللحظات بأنفسهم، كما أثنوا على جرأة الكاتب فى التعامل مع الحقائق، حتى القضايا الحساسة، مما جعل الكتاب يبرز كمصدر موثوق لاستقاء المعلومات عن حياة هذا العملاق الفني.

وأشار النقاد، إلى أن الكتاب ليس مُجرد عمل أدبى وثائقي، بل تحفة استثنائية فى عالم السير الذاتية والفن، وأثنوا بشدة على الدقة والدراية العميقة التى بذلها الكاتب فى جمع وتحليل الوثائق المتعلقة بحياة الفنان الراحل، وبقدرة الكتاب على إلقاء نظرة دقيقة وواقعية على محطات الحياة الفنية والشخصية للفنان، فقد نجح الكتاب فى رسم صورة لا تشوبها شائبة عن تجربة حياة هذا الفنان الكبير، وتألق الكتاب فى طرح القصص والمواقف بأسلوب روائى مميز، مما جعل القراء يتفاعلون مع النص وكأنهم يعيشون اللحظات الفارقة فى حياة الفنان، علاوة على الأسلوب السردى الشيّق الذى اعتمده الكتاب مما أضاف بعمق إلى تجربة القراءة وجعلها ممتعة ومثيرة.

■ د. وليد سيف

الدكتور وليد سيف، أستاذ ورئيس قسم السينما فى المعهد العالى للنقد الفني، قال: «يعد هذا الكتاب إسهامًا قيمًا فى فهم السينما المصرية والعربية بشكل عام، فقد تفحص الكتاب بعمق حياة الفنان محمد فوزي، وإرثه الفني، ويسلط الضوء على الجوانب الشخصية والمهنية لهذا العملاق فى عالم الفن، كما يُقدم رؤية مُتعمقة حول السينما المصرية خلال العصر الذهبى وكيفية تأثير محمد فوزى فى تشكيل هذه الصناعة، وأشاد بجرأة الكاتب فى التعامل مع الحقائق، حتى فيما يتعلق بالقضايا الحساسة، حيث تناول موضوعات العلاقات الزوجية والعاطفية بأسلوب صريح ومن دون تحفظ، مما أضاف عمقًا للكتاب، مما جعله مصدرًا مميزًا لدراسة وفهم حياة محمد فوزي».

أشار سيف، إلى أن ما أثار إعجابه أيضًا هو الأسلوب السردى الفريد الذى اعتمده المؤلف، والتفاصيل الوافية التى نقلت قصة حياة فوزى بوضوح، مما جعل القراء يتأملون فى تفاصيل حياته وينغمسون فى مشاعره وآلامه، مُشددًا على أن الكتاب يُقدم نظرة فريدة ومميزة إلى عالم هذا الفنان، مما يجعله لا غنى عنه لكل عاشق للفن ومحب للتراث الفنى المصري.

الدكتور أشرف عبد الرحمن، أستاذ النقد الموسيقى فى المعهد العالى للنقد الفني، أكد أن الكتاب يُسلط الضوء على الجوانب الفنية والتاريخية المهمة فى حياة الفنان محمد فوزي، ويشير إلى الأزمة التى تعانى منها الساحة الفنية بسبب نقص المؤرخين الذين يُسجلون حياة الشخصيات التاريخية والفنية، وكيف أن جهود الكاتب فى توثيق حياة فوزى تعد مثالًا يُحتذى به، ومصدرا موثوقا وقيما لاستقاء المعلومات عن حياة هذا العملاق الفني، وكيفية رصد السيرة الذاتية وأعمال الفنانين والفنانات بشكل دقيق ومتقن. 

أضاف، أن أهمية الوثائق والمصادر المُستخدمة فى الكتاب عززت من قيمة المحتوى وتوثيق الحقائق، مُشيدًا بالطريقة التى اختارها الكاتب لتنسيق المحتوى، حيث يُشير إلى كيفية اختيار العناوين للفصول بناءً على أسماء الأغاني، مما يُضفى عمقًا وروحًا خاصة للكتاب، كما أشار إلى الشجاعة التى أبداها الكاتب فى التعامل مع القضايا الحساسة والكشف عن الحقائق، كما أثنى على جاذبية الأسلوب السردى الذى أضاف جاذبية خاصة للكتاب وجعله يشعر وكأنه يعيش تلك اللحظات بنفسه، فتمكن الكاتب من رسم صورة حية وواقعية لحياة الفنان محمد فوزي، وبأسلوبه السلس والجذاب، جعل القراء يندمجون تمامًا فى عالمه.