بدون تردد

شريك فى العدوان

محمد بركات
محمد بركات

ذكرنا بالأمس ونؤكد اليوم الحقيقة الواضحة للعيان، ولكل من يتابع التطورات الجارية على أرض الواقع المدمر فى غزة، بأنه من الخطأ أن يتصور البعض أن الولايات المتحدة الأمريكية مجرد داعم أو مؤيد فقط للعدوان الوحشى الذى تشنه إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى القطاع، طوال الأسابيع الثلاثة الماضية وحتى اليوم.

وأكدنا أن الدور الأمريكى لم يتوقف عند حدود التأييد والمساندة للعدوان الإجرامى، بل إنه ومنذ اللحظات الأولى كان مشاركا مشاركة فعلية وعملية فى العدوان بكل مراحله، ابتداء من التخطيط ثم الإعداد والتنفيذ أيضا.

وأحسب أننا جميعا تابعنا مسارعة الرئيس الأمريكى بايدن ووزير خارجيته ووزير دفاعه، بالوصول إلى إسرائيل فور وقوع أحداث السابع من أكتوبر، وإعلانه الواضح بأن أمريكا تقف مع إسرائيل قلبا وقالبا، وتدعمها بكل الوسائل المادية والعسكرية، انطلاقا من تأييدها التام لحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها،...، وهى الجملة التى أصبحت مكررة على ألسنة كل المسئولين الأمريكيين وجميع حلفائهم وتابعيهم الأوروبيين. 

ولم يكتف الرئيس الأمريكى بذلك، بكل وجه تحذيراً خشناً وشديد اللهجة لكل القوى والأطراف الإقليمية والدولية، بعدم التدخل فى الحرب التى أعلنتها إسرائيل على غزة لاقتلاع حماس.

وفى تطبيق عملى لما صرح به «بايدن» أصدر تعليماته بتأهب وتحرك الأسطول الأمريكى والقوات الجوية والبرية، لمساندة ودعم وحماية إسرائيل، وردع كل من يفكر فى الوقوف ضدها،..، كما بعث بقوات خاصة للمشاركة فى إنقاذ الرهائن والبحث عن قادة حماس.

ليس هذا فقط، بل شارك ووزير خارجيته فى اجتماع الحكومة الإسرائيلية الذى بحث قرار الحرب،...، كما ساهم واشترك وزير الدفاع الأمريكى فى اجتماع القيادة العسكرية الإسرائيلية، الذى بحث خطة الحرب ومراحلها، والاحتياجات الإسرائيلية إلى الأسلحة النوعية التى تحتاجها لتنفيذ الخطة.. ومنها على سبيل المثال وليس الحصر القنابل الأسفنجية والقنابل الخارقة للأعماق اللازمة للتعامل مع الأنفاق وغيرها من الأسلحة، التى استجابت لها أمريكا وأحضرتها إلى إسرائيل على وجه السرعة.

وفى ظل ذلك وغيره كثير تتأكد الحقيقة بأن الولايات المتحدة هى الشريك الكامل مع إسرائيل فى العدوان.. وليست مجرد داعم أو مساند.