اللواء محمد الغباري: القمة تؤكد دور مصر التاريخي في مسـاندة الفلسطينيين

 اللواء محمد الغبارى
اللواء محمد الغبارى

قال اللواء محمد الغبارى، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن قمة القاهرة للسلام جاءت بناء على طلب مصر لتؤكد الدور التاريخى للدولة المصرية فى مساندة الشعب الفلسطينى وبحث وقف العدوان على غزة وتقديم سبل المساعدة الإنسانية. 

وأوضح أن هذه القمة تأتى فى ظروف شديدة الأهمية، من أجل التوصل إلى تهدئة ونزرع الفتيل المشكلة والأزمة فى غزة بعد الاعتداء الإسرائيلى الذى مايزال مستمرا حتى الآن. 

وأشار إلى أن الموقف المصرى واضح وجاء تأكيدًا على ذلك فى لقاء الرئيس السيسي مع وزير الخارجية الأمريكى ولقائه مع المستشار الألماني والتصريحات التى أدلى بها، مؤكدًا أن مصر لا تقبل تصفية القضية الفلسطينية وإخلاء غزة من الفلسطينيين أو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وكل ذلك يوضح جهود وموقف الجانب المصرى لمساعدة الشعب الفلسطينى الشقيق.

وأضاف أنه من المتوقع مناقشة القضايا كلها وهى قضايا مهمة، ولكن نحن نسرع فى ذلك لإنهاء هذه الأزمة التى تشهدها غزة، وقد يتطرف الأمر أيضا فى هذا المؤتمر الإقليمى الدولى للبحث فى تجنب ما حدث، وكسر الحلقة المفرغة من العنف التى تشهدها المنطقة والاعتداءات التى تحدث فى قطاع غزة، وما ينتج عن هذه الأعمال من أضرار بالمدنيين.

وشدد على أن وجهة النظر المصرية واضحة فى أن يكون هناك سلام عادل لكي نتمكن من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى أن هناك أفقًا سياسيًا يؤدى لتحقيق سلام عادل وإلى أمل فى إنشاء الدولة ولو بعد فترة، فذلك يمكن أن يحد من التوترات ويغلق هذه الدائرة المفرغة من العنف المتبادل. 

وأكد أن تلاعب إسرائيل بالقرارات يهدف للضغط على الشعب الفلسطيني فى محاولة لإيقاع فتنة داخلية بين الشعب الفلسطينى والمقاومة، بالإضافة إلى السيطرة على عناصر حماس التى شاركت فى طوفان الأقصى، فهو حريص على تصفيتهم بالتأكيد.

وأشار إلى أن منع دخول المساعدات الإنسانية هو رسالة إلى الشعب الفلسطينى وللعالم، بأن إسرائيل هى المتحكمة فيما يحدث على كامل الأراضى الفلسطينية، ولها كامل السيادة وصاحبة القرار.

وأوضح «الغبارى» أن مصر تشارك فى دعم القضية الفلسطينية لوجستيًا بمواد طبية ومساعدات إنسانية وتبرع بالدم، وتنظر فى المقام الأول إلى أرواح المدنيين الأبرياء، فإصرار الرئيس السيسى على إرسال المساعدات يأتى من باب الحرص على إنقاذ الأبرياء. 

وأكد الغباري أن محاولات الإسرائيليين منع المساعدات الإنسانية لأهالى غزة تأتى فى إطار معرفة رد فعل الدولة المصرية تجاه مسألة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، إلا أن القيادة السياسية المصرية كانت واضحة منذ البداية، حيث أعلنت رفض وجود لاجئين فى سيناء أو أن الشعب الفلسطينى يترك أرضه. 

وأوضح أن الجانب الإسرائيلى يماطل فى دخول مواد الإغاثة للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، للضغط على أهالى غزة لإجبارهم على الهجرة إلى سيناء، وهو الهدف الأساسى لإسرائيل فى الوقت الحالي.

وأكد أن أزمة قطاع غزة أديرت بشكل ناجح، مؤكدًا أنه ليس غريبًا على الدور المصرى وهو قدر ومصير منذ عقود طويلة باعتبار أن القضية الفلسطينية فى صدارة المشهد دائمًا وهى قضية أمن وطني وقومي.