أطفال غزة في وسط الصراع.. روايات بين القهر والأمل

أطفال غزة في وسط الصراع
أطفال غزة في وسط الصراع

بينما يمر الأطفال في قطاع غزة بمراحلهم العمرية، يصبحون أحيانًا على مواجهة مشاهد لا تُنسى، تشمل قصف المنازل وفقدان أفراد عائلتهم وأصدقائهم أو جيرانهم، وتوضح «بوابة أخبار اليوم» خلال ذلك التقرير، قصص وروايات ممزوجة بين القهر والأمل تروى على ألسنة هؤلاء الأطفال أو عائلتهم، والبعض الآخر تسرد الصور حكايتها من تلقاء نفسها لتروي معاناة اطفال فلسطين.

آخر لحظات الطفل كمال مع أخيه

تداول مقطع أليم عبر منصات التواصل الاجتماعي، للطفل الصغير كمال، الذي شهد لحظات مروعة تفوق وصفًا، حيث رأى شقيقه يحتضر تحت أنقاض منزلهما بسبب القصف، فتلك اللحظات الصادمة لن تغادر ذاكرته، وستظل تحمل ألمًا لا يُنسى طوال حياته، فقط عاش كمال لحظات مصارعة شقيقه الموت قبل أن يلفظ أنفاسه.

كان كمال يصرخ ويتوسل لشقيقه أحمد الذي لم يستطع سماع صوته تحت الأنقاض، كانت كلماته تنبض بالحب والألم.

الطفل كمال شرح أنه كان يسمع أخيه يناديه قبل أن يختنق صوته تحت أنقاض المنزل، كان يصرخ باسمه "يا كمال، يا كمال" ولكن الحجارة كانت قد احتشت في فمه، ولم يستطع التحدث.

وقال الصغير كمال في المقطع المتداول: "أخي قالي يا كمال يا كمال، لكن الحجارة كانت في فمه وما قدر يتكلم هو كان عايش والله، الله يرحمه مع السلامة يا أحمد مع السلامة".


وفي واحدة من الصور التي تمثلت في مشهد من أصعب مشاهد الألم، إنه مشهد الطفلة الفلسطينية، سمر الترتوري، التي تتحول إلى رمز للألم والفاجعة التي تعصف بالأسر في قطاع غزة، بعدما فقدت والدها وأشقاؤها الثلاثة جراء قصف مأساوي استهدف منزلهم في مدينة رفح الحدودية جنوب القطاع.

كانت سمر تصرخ بألم عارم، وقد انهمرت دموعها وقهرها اللذان يشكلان لوحة موجعة للمأساة التي يعيشها أهل غزة جراء القصف.


قصة الطفلة بيسان.. كرةً بين الصدمات والهموم

أصبحت قصة بيسان، الفتاة الفلسطينية في غزة، قصة صمود وإرادة، وفي الوقت نفسه تجسد واقع المعاناة الإنسانية في منطقة النزاع، عائلتها أُجبرت على مغادرة منزلها تحت تهديد قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف منازلهم شمال القطاع، بيسان، وكرةً بين الصدمات والهموم، قررت تسجيل هذا الواقع المرير بواسطة هاتفها المحمول.

تجولت الفتاة في شوارع غزة، وكانت توثق ما شهدته من واقع للفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المحنة، كانت تعيش وتتنفس نفس الهواء الذي يتنفسه أطفال غزة، الذين يكافحون من أجل البقاء في وجه القصف والدمار والخسائر البشرية الهائلة.

الصدمة والخوف والقلق كانوا يخيمون على بيسان وأفراد عائلتها، حيث يتعين عليهم التأقلم مع تلك الوضعيات المروعة والصعبة، وروت الفتاة كيف تستيقظ مرعوبة من نومها مصرخة، تحاول أن تختبئ وتغطي وجهها بثوبها للهروب من واقع القصف والانفجارات المرعبة، فهذه قصة تعكس مدى تأثير الحرب والصراع على الأطفال وأثرها النفسي العميق.


طبيب تفاجأ بابنه بين القتلى

أظهرت لقطات صادمة، لطبيب وهو يرتدي الزي الطبي في أحد مستشفيات القطاع وهو يبحث عن ابنه بين المصابين، كان يجوب الأقسام والعيادات برفقة زوجته، بحثًا عن أي أثر يدل على سلامة ابنهما، ثم، فجأة اكتشف أنه بين الشهداء، أثناء ممارسة عمله في المستشفى.

كان الألم والحزن يعبق بالمكان وعلى وجه الأب الطبيب تجلت عليه ملامح الأسى والفقد، وبعد تأكيد هوية الجثة، انهمرت الدموع وقال الأب بصدمة: "الحمد لله رب العالمين".


قلق الحروب مع الخوف في صوت الطفلة «جنا»

تقول جنا بكل براءة، إنها وزملاؤها هم أطفال، وأنه ليس من الصواب أن يتعرضوا لمثل هذا الواقع الصعب".

خرجت هذه الكلمات من فم الطفلة الصغيرة جنا، كان يجب أن تعيش أيامها في البراءة والسعادة، ولكنها تتحدث عن القنابل التي تتساقط في الصباح والليل، وكيف أنها تسمع صوت الانفجارات وتشعر بالقلق إزاء اهتزاز منازلهم، وكأنها تسقط ببطء، وتتحدث عن كيفية تعامل أسرتها مع الأوضاع الصعبة، خاصة والدتها التي تعانق الجميع لحمايتهم وتهدأ من روعهم.