هل يكفي الرصيف المائي العائم قبالة سواحل غزة حاجة السكان مع استمرار الحرب؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أنشأت الولايات المتحدة قبل أسابيع رصيفا مائيًا عائمًا قبالة سواحل قطاع غزة، وذلك بهدف منها لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مع استمرار الحرب الإسرائيلية الشنيعة على القطاع.

لكن الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة قللت من قدرة هذا الرصيف المائي العائم على إرسال المساعدات لقطاع غزة بشكل يلبي احتياجات السكان، الذين يعانون ويلات عدوان إسرائيلي لم يتوقف منذ أكثر من ثمانية أشهر. 

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الرصيف المائي العائم قبالة سواحل غزة لا يُغطي حاجة الشعب الفلسطيني من الغذاء، مطالبًا بفتح المعابر البرية وإدخال المساعدات والبضائع منها بشكل فوري وعاجل.

ما هو رصيف غزة العائم؟

ورصيف غزة العائم هو خطة رصيف عائم اقترحتها إدارة بايدن الأمريكية مباشرة قبل خطاب حالة الاتحاد لعام 2024 في 7 مارس 2024.

وتقوم القوات العسكرية الأمريكية بتشييد الجسر على متن سفن قبالة شاطئ قطاع غزة، ثم يتم ربطه بالشاطئ عن طريق جسر، وعند اكتماله سيمكن من تسليم البضائع البحرية للمساعدات الإنسانية إلى غزة.

وحذر الرئيس بايدن إسرائيل قائلا "لا يمكن للمساعدات الإنسانية أن تكون مسألة ثانوية أو ورقة مساومة. إن حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون الأولوية."

تقوم إسرائيل بتفتيش المساعدات الإنسانية في قبرص قبل شحنها، ومرة أخرى عند وصولها لغزة. وتقول واشنطن إن الرصيف يتمتع  بالقدرة على توصيل ما يعادل 150 شاحنة مساعدات يوميًا.

الرصيف العائم غير كافٍ

وقال المكتب الإعلامي، في بيانٍ له، "تحاول الإدارة الأمريكية تجميل وجهها القبيح والظهور بوجه حضاري من خلال إقامة رصيف مائي عائم قبالة سواحل مدينة غزة، تقول إن الهدف من إقامته إدخال مساعدات إنسانية ووجبات غذائية لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، والذي يتعرض إلى سياسات التجويع والتهجير القسري والإبادة الجماعية ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة فعلية وانخراط كامل ومباركة حقيقية من الإدارة الأمريكية، حيث تواصل إمداد الاحتلال بالسلاح منذ بدء حرب الإبادة بأكثر من 200 ألف صاروخ وقنبلة يزن بعضها 2000 رطل من المتفجرات".

وأردف قائلًا: "إننا نشكك في نوايا الإدارة الأمريكية التي تعمل على إدارة حرب الإبادة الجماعية واستمرارها، وتُشكِّل جدار حماية وإسناد للاحتلال الإسرائيلي، وتواصل دعمه بشكل مطلق للاستمرار في حربه ضد المدنيين، حيث عارضت في مجلس الأمن أكثر من مرة إيقاف هذه الحرب ضد المدنيين والأطفال والنساء، وضد القطاعات الإسكانية والبنية التحتية والقطاعات الإنسانية والخدماتية، كما أنها لم تمارس ضغطًا حقيقيًا على الاحتلال في إطار فتح المعابر وإدخال المساعدات بل كانت حجر عثرة أمام أي حلول للواقع الإنساني الكارثي في قطاع غزة".

واوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن الرصيف المائي العائم لا يُغطي حاجة الشعب الفلسطيني من الغذاء، في ظل سياسة تجويع 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة، بينهم مليونا نازح يعيشون على المساعدات اليومية، ويحتاجون إلى أكثر من 7 ملايين وجبة طعام يوميًا.

وشدد المكتب الإعلامي الحكوي على أن ما سيقدمه الرصيف المائي العائم لن يكسر المجاعة، ولن يغطي هذه الحاجة الهائلة لأهل قطاع غزة، بل سيعطي الاحتلال فرصة لتمديد هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح المعابر البرية بشكل فوري وعاجل وإدخال المساعدات المختلفة والوقود منها، كما أعرب عن بالغ استغرابه من استحضار حلول ترقيعية وجزئية والالتفاف عن الحلول الحقيقية للأزمة الإنسانية العميقة في قطاع غزة والتي ما زالت تضرب المدنيين بكل قسوة.

وحمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن سياسة التجويع والحصار ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة بشكل مدبر ومبيت مقصود، وحمِّلهم المسؤولية كذلك عن استمرار حرب الإبادة الجماعية وعن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وضد القانون الدولي وضد المبادئ العالمية لحقوق الإنسان.

هذا يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، وذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي في أعقاب عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي المحتل.

وخلال 225 يومًا من الحرب الإسرائيلية سقط أكثر من 35 ألف شهيد فلسطيني إلى جانب ما يقرب من 80 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

ولم يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سوى لمدة أسبوع واحد خلال الفترة 24 من نوفمبر وحتى الأول من ديسمبر المنصرم، خلال اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة، والذي تم بوساطة مصرية قطرية.