«الأراجوز» قصة قصيرة للكاتب مجدي محفوظ

قصة قصيرة للكاتب مجدي محفوظ
قصة قصيرة للكاتب مجدي محفوظ

حضر الأطفال مثل كل ليلة جمعة إلى الدار العتيقة، كان الأمل في عيونهم بريقًا والسعادة تحفُّهم من كل جانب، وتجمَّعوا في فناء الدار وعيونهم ترقب ذاك المكان الذي يرسل إليهم البهجة.

 نعم: هو المكان من الناحية اليمنى في فناء الدار، تساءل الأطفال فيما بينهم لماذا لا يطلُّ علينا مثل الجمعة الماضية؟ ولماذا يطيل الانتظار؟ نحن في شوقٍ إليه أخبروه أننا هنا، فهو لا يتأخر عنَّا أبدًا إنه الحبيب الذي نلجأ إليه يعطينا الابتسامة والحكايات الجميلة أين هو؟ أين؟

وقف الأطفال على الكراسي وامتد نظرهم إلى الركن الذي يطلُّ منه الأراجوز، وسحب أحدهم الستارة وصاح: لا، أين هو؟

احتاط الأطفال حول كرسي خشبي مُغطًّى بقطعة قماش بيضاء تظهر عليها قطعة من الصفيح صغيرة جدًّا، والأراجوز أسفل الكرسي مغمض العينين مطروح على الأرض.... انزعج الأطفال وخرجوا مسرعين متسائلين ما أصاب الأراجوز الجميل؟ خَبِّرونا؟ ونظروا إلى كل العيون الباكية من حولهم! واشتد البكاء وصراخ الأطفال! انهض أيها الأراجوز، لماذا لا تُضحكنا، ماذا حل بك؟ هل أغضبك أحد؟ ربما نحن؟ استيقِظ قُصَّ علينا تلك الحكاية الجميلة فقلوبنا حزينة عليك، قُمْ واحكِ حكاياتك الجميلة فنحن في انتظارك.

احتشد من بالدار وبكوا جميعًا لكن أحدهم صاح: أيها الأطفال تعالوا معي لنعيد الأراجوز مرةً أخرى، وقام الرجل وأمسك به ودخل من خلف الستارة وأخرج الأراجوز رأسه وصاح: أطفالي الصغار ما يُبكيكم؟ أنا سأعود إليكم مرةً أخرى ونحكي كل الحكايات... نحن لا نعرفك أنت صوتك غريب وحكاياتك، ألا تدري أين صديقُنا؟، بكى الأراجوز كثيرًا ووقف عن الكلام وقال: أصدقائي، نحن لن ننسى صديقنا الأراجوز ولكننا سنسعدكم مثلما وصَّانا صديقكم. فرح الأطفال وجلسوا من حوله وهو يحكي في سعادة.