فى اليوم العالمى| العمل من أهم وسائل الإسلام للتغلب على الفقر

الشيخ سمير البدوى
الشيخ سمير البدوى

الفقر من أهم المشاكل التى تواجه الإنسان، وقد أشار إليها القرآن الكريم فى مواضع كثيرة منه قوله تعالى: «لايلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» وقال: «رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم آمنا فى سربه معافى فى جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»..

والعالم يحتفل يوم ١٧ أكتوبر باليوم العالمى لمحاربة الفقر تحت: «شعار الكرامة للجميع»،  فما هو الفقر وكيف حاربه الإسلام منذ أكثر من ١٤ قرنا وما هو الأثر السلبى له؟ يقول الشيخ سمير البدوى من علماء وزارة الأوقاف: تعريفات الفقر تختلف من دولة إلى أخرى حسب مستوى التقدم الاقتصادي، فالفقر هو الحاجة والعوز، والفقير هو الشخص الذى لا يملك أقل من قوت يوم ولا يجد ما يسد به جوعه بعد أن انقطعت به السبل وهذا يسمى  بالفقر المدقع وقد أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذه الحالة أن يسأل الناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذى فقر مدقع ولذى غرم مفظع ولذى دم موجع» وقد دلت الآيات القرآنية فى مواضع كثيرة على مشكلة الفقر قال تعالى: «ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم».

 ويضيف: ترجع مشكلة الفقر كما قال العلماء إلى البطالة وهى التعطل عن العمل وهى نوعان: بطالة إجبارية؛ لا اختيار للإنسان فيها، بسبب المرض والعجز أو اندثار المهنة التى يتقنها الشخص، وبطالة اختيارية؛ ويقصد بها من يقدرون على العمل ولكن يفضلون الراحة،  ولكن الإسلام منذ أكثر من ١٤ قرنا حارب الفقر بعدة وسائل منها: الإيمان بأن الله تعالى هو عنده خزائن الرزق قال تعالى: «وفى السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون» وأيضا الدعاء والاستغفار قال تعالى: «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا».

أيضا الدعاء والاستغفار كما كان يفعل أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يدعو فى دعائه: «اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر« ثانيا: الأخذ بالأسباب من السعى والعمل، وعدم التكبر على أى عمل شريف والهجرة من مكان إلى مكان طلبا للرزق والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، التى سخرها الله له والاقتصاد فى النفقات وتجنب الإسراف، هذا بالإضافة الى البعد عن الوسائل غير المشروعة والحرام لتنمية المال مثل الربا والسرقة والقمار والغش والاحتكار والسلب.

ويؤكد أن تقديم الزكاة فى موعدها ومقدارها من الأثرياء للفقراء والمحتاجين باب من أبواب القضاء على الفقر، كذلك الصدقات المادية والعينية وكفالة الأيتام والأرامل وغيرها  وهذا كله من أجل القضاء على الأثر السلبى للفقر فى المجتمع، فالفقير يحرم أولاده من التعليم للبحث عن مورد رزق وعمل لسد احتياجاته من الأكل والشرب والملبس والعلاج والفقر يقتل الإبداع والابتكار فيتعطل  البلد عن التقدم وعدم مواكبة التطورات الحديثة من حوله.