بدون تردد

السلام العادل «١-٢»

محمد بركات
محمد بركات

فى ظل الموقف السلبى للمجتمع الدولى الممتنع عن التحرك الإيجابى والجاد والفاعل، لوقف العدوان الإسرائيلى اللا إنسانى ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، وما أدى إليه هذا الموقف، من استمرار قوات الاحتلال فى ارتكاب المزيد من جرائم القتل والدمار ضد المواطنين فى القطاع.

وفى ظل الموقف الأمريكى المنحاز كليا لدولة الاحتلال، ودعمه المعلن والمستمر لإسرائيل، ومنحها موافقة معلنة وتصريحاً واضحاً بممارسة أقصى درجات العنف ضد الفلسطينيين، بحجة وزريعة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى مواجهة ما جرى فى «طوفان الأقصى».

وفى ظل الحالة المتزايدة والمتصاعدة من الصدمة والذهول التى أصابت إسرائيل، والغضب العارم المصحوب برغبة شديدة للانتقام، من المهانة التى لحقتهم جراء الطوفان المقدسى، الذى أدى إلى شرخ عميق فى مشاعر الغطرسة والاستعلاء والاستقواء، التى كانت تحكم تصرفاتهم وسلوكهم تجاه الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة.

وفى ظل الغطرسة وغرور القوة المسيطر على المحتل الإسرائيلى، ورغبته المعلنة فى تصفية القضية الفلسطينية، والقضاء التام على الوجود الفلسطينى وتنفيذ ما أعلنه عن القضاء على المقاومة الفلسطينية،...، مازال جيش الاحتلال يواصل عدوانه اللاإنسانى على قطاع غزة وممارسته لأبشع الجرائم ضد المدنيين، وقتل المزيد من النساء والأطفال وتدمير البنية الأساسية وهدم المنازل والمستشفيات والمدارس، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولى دون مانع أو رادع.
وسط ذلك كله وفى ظله يأتى الموقف المصرى ثابتا فى دعمه ومساندته للشعب الفلسطينى، وإدانته الواضحة للعدوان وسعيه المستمر لحث المجتمع الدولى لاتخاذ موقف لإيجابى لوقف العدوان الوحشى وتوقف الجرائم الإسرائيلية.

هذا الموقف المصرى الثابت ليس مجرد انفعال عاطفى مؤقت، بل هو موقف عملى ثابت ينطلق عن اقتناع وإيمان برؤية شاملة للسلام فى المنطقة، حيث تدرك مصر بكل الوعى، أنه لا يمكن أن يتحقق إلا بتسوية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية تقوم على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية.

وفى هذا السياق تؤمن مصر بأن على الجميع أن يقتنع ويدرك أن السلام العادل والشامل هو الحل للصراع فى المنطقة، وأن القضية الفلسطينية هى أساس وجوهر هذا الصراع.

«وللحديث بقية»