يحتفل العالم الإسلامى مساء الغد وحتى بعد غد بمولد شفيعنا وحبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ...ودأب الناس فى مصر بالاحتفال بهذه المناسبة على شراء حلوى المولد التى كانت تتلخص وأنا طفلة فى شرائح الحمصية والسمسمية والفولية والملبن الملون والمغطى بالسكر بجانب عروسة للبنت وحصان للولد، فى نهاية شهر مولد النبى تقوم الأم بإعداد (أطباق مهلبية) للأسرة ...وأتعجب ممن يتساءلون كل عام ...
هل الاحتفال بالمولد النبوى حرام أم حلال وبعيداً عن أن الصحابة كانوا يحتفلون به أم لا وأول من احتفل بمولده بعد الفاطميين هو الملك المظفر أبو سعيد كوكبرى، إلا أنى لا أجد فى الاحتفال بهذا اليوم سوى الإعلان عن الفرح ليوم ميلاد شفيع الأمة ..أما الحرام فهو شراء علبة حلويات يصل سعرها إلى آلاف الجنيهات بعد إضافة العديد من الأصناف التى لا معنى لها ويتبارى الناس فى شراء أغلاها خاصة إذا كان شاب وارتبط بفتاة فعليه شراء دمية طوله تقريباً أبدع الصناع فى شكلها وسعرها مع علبة الحلوى التى ربما تلتهم مرتبه كله أو تزيد ليدخل بها مزهواً على منزل الخطيبة ثم يبكى باقى الشهر على خواء جيبه فى حين أن هذه العلبة وبعد أسبوعين على الأكثر تكون متاعاً للنمل أو لسلة القمامة ...اذكروا الرسول فى مولده بالصلاة والسلام عليه فهى فاتحة للأبواب المغلقة تطمئن القلوب وتنحل بها العقد وتنال بها الرغائب وتقضى بها الحوائج عليك أفضل الصلاة وأزكى السلام سيدى يا رسول الله.
ولكن هل مظاهر الاحتفال بمولد سيد الخلق تتوقف عند ذلك؟
أبداً ...فمظاهر الاحتفال بمولد الشفيع كثيرة ولنأخد من سننه ما نفعله فنطعم الطعام ويصوم من أراد ذلك ونكثر من الصدقات...والأهم من ذلك كله أن نأخذ سنة الرسول طريقاً منيراً لحسن الخاتمة ...فالرسول لم يكن فاعلاً لما يغضب الله فهو لا يكذب ولا يأذى ولا يظلم وكان يلقب بالصادق الأمين وعلينا أن نهتدى بهديه. هذه أهم مظاهر الاحتفال بمولد سيد الخلق ...يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ....اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وشفيعنا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ..وكل عام وحضراتكم بخير
