مشوار

هذه القوى العظمى لم تبدأ الحرب

خالد رزق
خالد رزق

ما بين تقدمات على الأرض روسية وعكسية أوكرانية وتراجعات متبادلة فة ساحات ميدان الحرب الجارية التى اقتربت من دخول عامها الثالث يتابع الناس حول العالم أنباء محدودة عن مجريات عملياتها فى ظل اخفاء كثير من التفاصيل يتعمده الطرفان المتحاربان و عمليات تزييف تمارسها القوى الحليفة لأوكرانيا فى سياق حرب نفسية واسعة تشارك فيها وسائل الإعلام الغربية كلها تشن على الوعى الجمعى العالمى عامة والروسى على وجه الخصوص وتستهدف نشر الشك بشأن مبلغ القوة الروسية وتأليب الروس على قيادتهم لهز الجبهة الداخلية فى هذا البلد المحارب والذى يعانى إلى جانب اقتصاد الحرب الضغوط الاقتصادية للعقوبات الجائرة التى فرضها ويفرضها الغرب على روسيا منذ سنوات سبقت هذه الحرب.


تتغافل وسائل الإعلام تلك حقائق كثيرة كاد ينساها وأولها أن كل العمليات الجارية تدور على أراض أوكرانية أو واقعة تحت سيادتها وتبحث عن الاستقلال، وأن التوصيف الحقيقى للعملية الخاصة الروسية وفق التعريف الغربى هو غزو روسى لأوكرانيا، وهى تتعامى عن حقيقة أن روسيا تقف اقتصادياً وعسكرياً منفردة فى مواجهة دول حلف الناتو بأكملها وعلى رأسها الولايات المتحدة صاحبة الاقتصاد الأول عالمياً والتى بعدها تعيش وتتعايش على فكرة أنها القوة العسكرية الأعظم عالمياً والبعبع الذى ينبغى على العالم كله الخضوع لإرادته. الحادث من وجهة نظر محايدة تماماً لمتابع جيد لهذه الحرب وما يحيطها من تشابكات من قوى كبرى متحالفة بوضوح مع أوكرانيا وتتبناها اقتصادياً وعسكرياً، أو أن الأخيرة تخوض عنها حرباً بالوكالة، وحلفاء سياسيين أقوياء لروسيا خارج دول الاتحاد الروسى هو فقط مجرد التمهيد فلا الروس استخدموا أحدث ما فى ترسانتهم من أسلحة الفتك والدمار، ولا الناتو أقدم على تسليم أوكرانيا سلاحاً متقدماً وإنما اكتفى بمد جيشها بالبالى المتهالك والعتيق من السلاح، وهو ما يعنى ببساطة أن الروس يخوضون هذه الحرب حتى الآن بتقديرات صاحب الأعصاب الهادئة والكلمة الفصل، وأن الناتو يخوضها وهو يتحسس خطواته تخوفاً من نتائج التورط الكامل فى مواجهة الروس.

عموماً الحرب بكل ما شاهدناه من قتل وتدمير لم تبدأ بعد والانتقال إلى مرحلة أكثر تقدمًا من القائم يحتاج إلى مجانين، وهؤلاء لا يعوزهم عالمنا.