إبراهيم ربيع يكتب : « خربشة »

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

الحسد ثابت لا جدل فيه لأنه نص فى القرآن الكريم.. وقد شغلنى الحسد فجأة وأنا أتابع دهشة الناس من قيمة العرض الذى تلقاه صلاح من الاتحاد السعودى..

تساءلت كغيرى لماذا يخاف الغلابة أو المستورون بطلوع الروح من الحسد ويدسون الفتات من الأموال فى ظلمة الجيوب خوفًا منه، ثم إذا بهم ''ينحسدون''..

فلو لبس أحدهم قميصًا تعدى المائتى جنيه يكاد يلف عليه بعود البخور ويقرأ له المعوذتين، ثم يعود به إلي البيت وقد حصل على ختم الحسد ببقعة زيت من ساندوتش طعمية..

بينما صلاح وغيره من الذين يستيقظون صباحًا على حزمة عملة صعبة ويخرجون من قصورهم حيارى مُثقلين بهموم اختيار السيارة المليونية التى سيبدأون بها يومهم، لا تمسهم شظايا الحسد.. لماذا يا ترى؟..

هل لأن حب الجماهير يطغى على الحسد، أم لأن من عندهم نية الحسد يعرفون أن محاولاتهم ستبوء بالفشل لأن حجم الفلوس أضخم من أن يحرقها حاسد.. أم أن الحسد أيضًا طبقى.. يعنى كل طبقة تحسد بعضها ومن الصعب فى طبقة صلاح أن يحسده ملياردير مثله..

أما معشر واضعى التحويشة فى جيوبهم، فإن عيونهم زائغة على من فى شاكلتهم، لا يريدون لهم نفعًا، ولا مانع أن يريدوا لهم ضرًا.. عايزين يبقوا كحيانين زى بعض..

أشياء يصعب تفسيرها فى مسألة الحسد.. وأخيرًا ربما يكون صلاح قد نال الحصانة من قريته التى هى مثل كل القرى التى تؤمن بأن عين الحسود فيها عود يا حلاوة.