أحلام مصرية جداً

الوهم نصف الداء

نهاد عرفة
نهاد عرفة

«الوهم نصف الداء والإطمئنان نصف الدواء، والصبر أولى خطوات الشفاء» من المقولات الرائعة للعالم والطبيب والمفكر والفيلسوف ابن سينا.. لى صديقات وأصدقاء يسيطر عليهم الخوف والوهم من أى حدث صغير يحدث لهم، ويقضون نصف أوقاتهم فى عيادات الأطباء، صديقة مقربة حين يذهب زوجها للعمل وأبناؤها إلى أشغالهم ويغلق الباب عليها تشعر بالوحدة وتصاب بالدوار وتحادثنى وكان الموت اقترب منها رغم إيمانها الشديد وتقواها الجمة، وحين تنسى شيئا كأن لا قدر الله اقترب منها مرض الألزهايمر!

ويؤدى كثرة الوهم إلى التردد الدائم فى عيادات الأطباء! وأخرى دائمة التردد فى اتخاذ القرارات.. تحدثنى صديقتى أن حياتها أصابها الملل وتريد الذهاب وبسرعة بعيدا عن العمل والبيت وحين تتاح لها الفرصة تتردد وتتعلل وكأن شيئا سيئا سيحدث لها إذا ابتعدت عن البيت.. إنه الوهم..!..

لماذا نوهم أنفسنا بأشياء لا وجود لها، هل هى ضغوطات الحياة، هل هى مكونات الشخصية التى تختلف من شخص لأخر؟ لماذا نستعيد الذكريات السيئة قبل الحسنة، لماذا ولماذا؟! ..

 حين نسترجع الذكريات السيئة نصاب باليأس والملل، وحين يصاب من هم بالقرب منا بمرض قاسٍ وعنيف نتألم من أجلهم ونشعر بالخوف من أن نصاب مثلهم، لماذا هذا الشعور القاسى.! ..

حين بحثت عن علاج للوهم وجدت الكثير من العلاجات البسيطة التى أفاد بها الأطباء وعلماء الصحة النفسية وهى كثيرة لمن يريد قراءتها، ولأننى لست ممن يصاب الوهم والتردد سألخص لكم تجربتى،، كنت فى مقتبل حياتى العملية دائمة السفر والعيش بمفردى، أغلق بابى خوفا وأتحرك خوفا وتخلصت من هذا سريعا، لن أقول لكم إن الله معى لأنه معنا جميعا، ومن تجاربى التى أحافظ عليها..

عدم السهر والخلود للنوم مبكرا، وأنت مستلقى لبدء النوم استمع لموسيقى خفيفة أو شاهد فيلما كوميديا أو أغنية تحبها ثم تذكر كل الأشياء الجميلة التى مرت بحياتك، استعذ بالله واطرد الأفكار السيئة، لا تفكر فى مشكلة تؤرقك وتنغص عليك نومك فحين تصحو مبكرا تكون أكثر هدوءا لحلها، حادث شخصا قريبا منك تحبه شرط أن يكون مبهجا لا يتحدث لك عن مشكلاته ويؤرقك معه، حافظ على بعض التمارين الرياضية البسيطة قبل الخلود للنوم وعند الاستيقاظ، اجعل وجبة العشاء خفيفة وقبل النوم بما لا يقل عن ساعتين، تفكر فيما أعطاه الله لك من صحة ومال حتى لو كان قليلا، اجبر بخاطر من حولك واجعل للتسامح طريقا لقلبك لتشعر بالهدوء الروحى، ابحث عن أصدقائك القدامى للسؤال عنهم وقضاء بعض الوقت معهم.. وقل الحمدلله تفتح لك الأبواب المغلقة، الأيام حولنا قليلة والزمن يجرى بأسرع مما نتصور فكن هادئا ولطيفا مع نفسك ولا تحملها ما لا طاقة لك بها.