«طفل الجيران» قصة قصيرة للكاتبة إيمان حجازي

 قصة قصيرة للقاصة إيمان حجازي
قصة قصيرة للقاصة إيمان حجازي

ضحكت جداً من هذا الموقف، فهل كان موقفا ضاحكا حقا؟!

دعوني أشرككم معي

رمسيس طفل الجيران، بدا واقفاً على سور البلكونة الحديد، بينما يمر أحدهم متأنقا، ربما لموعد غرام ِ غرام!؟ في هذا الحر

لكن رمسيس صدق اسمه وفعل فعله، هكذا، فجأة، تحول موقف المتأنق إلى متأزم 

ضحكت، نعم ضحكت ومن كل قلبي، هل أنا شريرة بالنسبة لكم؟

أنا بالفعل شريرة، أشكو فشلي في الشر، أو دعونا نقول إنني أضمه إلى قائمة فشل طويلة تعنون بإسمي وإنجازاتي، سوف أصنع منها يوميات وأطلق عليها، يوميات فاشلة، بل ربما أسميها يوميات شريرة فاشلة

نعم ضحكت جداً، وتذكرت كيف كان استقبال صديقي بالأمس لكلامي، سمعه ولم يعلق وانطلق ينقذ من كان ضحكي عليه سيكون مؤكداً إذا ما وقع أرضاً، صديقي الطيب، طيب جداً، لا يستهويه وضع الغير في موقف حرج، ولكن هل أنا من وضعت هذا الرجل في هذا الموقف الحرج؟ بالطبع ﻷ، وبالطبع أيضا ليس المكان ولا حتى الكرسي، الذي كانت ستنكسر ساقه ويتسبب في وقوع الرجل أرضاً.

إنما السبب هو الرجل نفسه

 نعم،

صدقوني، فهو لم يكن يجلس على بعضه، كان كثير الفرك.

هل أفضحه بهذا التصريح؟

بالقطع ﻷ

فأنتم لا تعرفونه، حتى صديقي الطيب الذي أنقذه من ضحكي المؤكد إذا وقع، أعتقد أنه أيضا لا يعرفه

وهل إذا ما وقع فعلا، وهل إذا ما ضحكت عليه، هل أكون شريرة؟

 بالطبع ﻷ

أنتم لا تعرفون، فأنا نفسي عندما أقع أثناء مروري بالشارع، أضحك على نفسي، تصيبني خضة، نعم، وأخاف على نفسي أن يكون كسر لي ساقاً أو يداً

فقد تستغربون، ليست لي قطع غيار، وجروحي تستعصي على الشفاء السريع، ولذلك بعد الوقوع، وعندما أطمئن لكون كل شيء في مكانه المفترض تنطلق منى الضحكات، هكذا بكل بساطة، وهذا بالضبط ما كان سيحدث إذا ما وقع هذا الرجل، كنت سوف أتخض فعلا عليه، ولن تكون خضتي مفتعلة.

أقول لكم الصدق، فأنا إنسانة طبيعية تلقائية جدا، تنفعل بكل الصدق لكافة الأحداث، وإليكم الدليل:

كان من الممكن ألا أخبر صديقي الطيب عن ضحكي، فقد كنت أستطيع أن أكتفي بالإشارة إلى إمكانية وقوع الرجل، كان صديقي الطيب وقتها سوف يحمد لي هذه الإشارة، ولكن لكوني طبيعية جدا تصرفت بتلقائية.

هذا ما حدث مع المتأنق وفعلة رمسيس المباغتة ....

وسألتني نفسي ذات السؤال الذي يتردد في عقولكم الآن ... ماذا لو كنت مكان المتأنق!؟ هل كنت ستضحكين

بالطبع ﻷ

فالموقف مختلف عن الوقوع أثناء المشي، ولكن هذا يجعلني انتبه بعض الشيء من رمسيس وكل رمسيس

السير في منتصف الشارع أأمن وأنظف .... فمن يدري كم في بيوتنا من أطفال يصدقون أنهم عندما يكبرون سيصيرون رمسيسا وتخصص لهم مساحات ليطلقوا منها نافوراتهم الخاصة.