ورد فى معنى الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال إنى أحب فلاناً فأحببه،فيحبه جبريل ثم ينادى جبريل فى السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه،فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول فى الأرض،وهكذا فى حالة البغض والعياذ بالله.قرأت كلاماً نظرياً كثيراً عن معنى القبول فى الأرض لكنى رأيته متجسداً عندما التقيت بهذا الصديق لأول مرة فوقع فى قلبى معنى الحديث.
نعم وبدون مبالغة أتذكر دائماً هذا الحديث الشريف كلما رأيت حب الناس لصديقى الجميل على أبو الخير،هو ليس لاعب كرة ولا فنان.أعنى أنه ليس من المشاهير ولا من نجوم السوشيال ميديا مثلاً بل هو من الناس العاديين البسطاء أمثالى وأمثالك عزيزى القاريء.تعرفت عليه منذ سنوات طويلة ومنذ أن التقيته عرفت معنى أن يضع الله لك القبول فى الأرض.أكد ذلك عندى أنه ما من أحد يلتقى علياً إلا ويصبح فى لحظات قليلة كأنه ولى حميم.حتى هؤلاء الأصدقاء الذين تعرفوا على «على أبو الخير» من خلالي،أجمع كل منهم أنه وجد نفسه يحب هذا الرجل حباً جما وأن الله عز وجل أنعم عليه بقبول عجيب بين الناس،بل أزيدك من الشعر بيت أن لى مثلاً أصدقاء فى الأقصر لم يلتق أى منهم بعلى وجهاً لوجه ولكن من كثرة ما أتحدث عنه أمامهم طلبوا محادثته تليفونيا وقبل أن تنتهى المكالمة تكون القلوب قد انفتحت لهذا الصديق الجميل الذى لا يكف عن السؤال عن الناس والتواصل معهم بكل الطرق.لذا تجد قائمة المحبين لعلى فى الله تزداد يوماً بعد يوم، مع قدرته العجيبة فى أن يكون على اتصال دائم بالجميع، وكأن الذى يربطه بكل هؤلاء صلة رحم وليست فقط صداقة،يفعل ذلك بصفة شبه يوميه،فلو لم ينظم زيارة لك يجمع فيها أحباب ممن يعرفهم فى الله ويلتقى بهم فى رياض الصالحين فتوقع أن يحدثك تليفونياً،فإن لم يفعل فانتظر منه رسالة وربما أكثر وهذا أضعف الإيمان عند على ابو الخير.
ولأن ليس هناك شيء من فراغ حاولت طيلة علاقتى بالرجل أن أعرف ماذا يفعل لكى يتمتع بكل هذا الحب فى قلوب كل من يعرفه.فوجدته دائماً وأبداً هاشاً باشاً.لا يبادرك أبداً مثل غالبية الناس بالشكوى من أحوال الدنيا،بل يلقاك بابتسامة المتفائل الواثق فى رحمة ربنا بنا.ثم يفتح لك قلبه لتقول كل ماعندك وهو يسمعك بصبر واهتمام.يكفى أن يعرف «علي»أنك فى مشكلة ما،حتى لو لو تقلها له مباشرة،تجده قد أصبح مهموماً لمشكلتك كما لو كانت مشكلته هو شخصياً.بل تراه يتصل بك مقترحا سيناريو الحل،ولو قلت له أن هذا السيناريو صعب التنفيذ بحث لك عن سيناريو غيره وهكذا لا يتركك حتى يجد فكرة متفردة لحل مشكلة كنت تظن أن كل الطرق لحلها مسدودة.
ينتابنى كثيراً شعورحقيقى بأن قلب على ليس كقلوب بقية الناس ممن تتسع قلوبهم لحجرتين علويتين وحجرتين سفليتين ،يقينى أن قلب الرجل فيه حجرات كثيرة تضم أكثر من بطينين واذينين.أما عن عدد الصمامات فحدث ولا حرج وإذا كانت صمامات أى قلب مسئولة عن تنظيم عملية ضح الدم وتوجيهها الوجهة الصحيحة فصمامات قلب على تحمل مع الدم كمية غير طبيعية من حب الناس والإحساس بهم.فلا يهدأ نبض على إلا عندما يبذل كل ما بوسعه لمساعدة الآخرين.لا يغلب صديقى فى أن يجد يومياً إنسانا فى مشكلة ليساعده فى حلها، فإن لم يجد فتراه قد قام بتسقيع بعض زجاجات المياه ثم يقف بها إلى الشارع ليسقى العطاشى فى هذا الهجير.
حفظك الله دائما أيها الصديق الرائع،وبارك فى عمرك الذى تحتفل اليوم باستقبال سنة جديدة منه،فوجود أمثالك فى الحياة يعنى دائماً أن الدنيا ستظل بخير وكل الدعاء أن يظلنا الله سوياً يوم لا ظل إلا ظله كرجلين تحابا فى الله اجتمعا عليه وافترقا عليه وكل سنة وانت طيب أيها الانسان الطيب.
