قصة كفاح «محمد».. كفيف يحصل على المركز الثالث بالبحيرة ويتمنى صعود المنبر |فيديو

قصة كفاح شاب تغلب على إعاقته
قصة كفاح شاب تغلب على إعاقته

من رحم الظلام يخرج شعاع نور من إحدى قرى محافظة البحيرة، بصوت جميل يكاد يدق أبواب المنزل ليخرج للجيران والأقارب، أنهكته مرارة الحياة وقسوة الظروف ليسير على قواعد زرعتها بداخله الرغبة الجامحة للنجاح والقوة وبالإصرار، تحدى كل الصعاب وبنور الأمل في الله حقق حلمه للعيش كنموذج لكثير من الشباب متحدي إعاقته وهي فقدان بصره منذ ولادته.


"محمد" قصة كفاح شاب صغير استطاع أن يتغلب على إعاقته وتكليل مجهود والديه بالنجاح في الإعدادية وحصوله على المركز الثالث على مستوى المحافظة لأصحاب الهمم، حيث يعيش بداخل غرفته بمحافظة البحيرة وهو يفضل البقاء في الغرفة للمذاكرة وتعلم وحفظ القرآن الكريم.

اقرأ أيضا| روحانيات أحمد العمري تختتم مهرجان الأوبرا الصيفي بدمنهور


محمد محمود مسعود صاحب الـ15 عاما ابن محافظة البحيرة والثالث على مستوى المحافظة في الإعدادية للمكفوفين وذوي الهمم؛ يروي رحلته الشاقة مع إعاقته ونجاحه في الحصول على مركز متقدم في دراسته وحفظه لكتاب الله الكريم ليبدأ بالتعبير عن امتنانه لأمه وينسب لها الفضل الكبير من بعد الله- عز وجل- في كل ما يحققه من نجاح وتفوق ولم ينس أبدا فضل أباه وإخوته عليه في تحقيق النجاح وحفظ كتاب الله.


ويحكي "محمد" كيف كان أخوه يوصله لدروسه وللمسجد وكيف كان يصف له الأشياء في الطرقات وأيضا كيف كان يساعده في دروسه وأيضا في قضاء أوقات كثيرة معه للعب وحفظ القرآن أيضا.
ويضيف "محمد" أنه تعلم قراءة القرآن بالاعتماد على نعمة السمع حيث إن الله أخذ منه نعمة البصر وبارك له في نعم أخرى كثير وهو يحمد الله دائما على كثرة النعم من حوله وتعلم حفظ القرآن أيضا بواسطة قلم ناطق للكلمات يشير بالقلم على الآيات فتصبح مسموعة بأصوات مشايخ القراء في الوطن العربي ويختار هو كما يحب وأيضا تقرأ له الأم العظيمة في أحيان كثيرة الآيات ويحفظ من خلال صوتها آيات القرآن ويرددها معها فقد وهبه الله ذاكرة قوية ساعدته كثيرا في حفظ دروسه والقرآن الكريم.


ويكمل محمد: "احفظ أماكن المنازل والمساجد وحتى أعلم مكان بائع العصير من تميز الأصوات واعرف من يناديني من تميز صوته بعد الاستماع له عدت مرات ليست بالكثيرة وهي نعمة من الله يعوضني بها عن فقدان بصري".


واختتم محمد حديثه: "تعليمي والصلاة والقرآن هم أهم حاجة في حياتي وكان نفسي ابقي قاضيا ولكن إعاقتي تمنعني من ممارسة القضاء وأحب الاستماع للقرآن وأفكر في التعلم أكثر والإبحار في العلوم الشرعية لأصبح بعد ذلك محفظا للقرآن وأتمنى أن أصل في يوم للمنبر لإلقاء خطبة في الناس لتحفيزهم على الصلاة وقراءة القرآن والعمل دائما بما يرضي الله ورسوله وأتمنى أن أرى أمي وأبي دائما بخير وأريد دائما جعلهم سعداء بي".