ليس جديداً الحديث عن الإرهاب الذى تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ «النكبة» وما تم فيها من مجازر مازالت تفاصيلها المرعبة تتكشف للعالم يوماً بعد يوم. لكن الجديد الآن − قد أصبح علناً - هو السياسة الرسمية للحكومة زعماء عصابات اليمين المتطرف، وأصبح هو السلوك اليومى لميليشيات المستوطنين ولقوات الاحتلال فى وقت واحد (!!) والجديد هو الإقرار بذلك دولياً ومحلياً وعلى أعلى المستويات!!
مع تقرير الأمم المتحدة الذى يشير لوقوع حوالى ٦٠٠ اعتداء من المستوطنين المسلحين على الفلسطينيين العزل فى الضفة والقدس، والتى ما كان يمكن أن يتم إلا فى حماية أجهزة الأمن.. يتم الكشف عن الإنذار الخطير الذى قدمه رئيس جهاز الأمن الداخلى «شاباك» إلى رئيس الحكومة نتنياهو بشأن «الإرهاب اليهودى» الذى يمارسه المستوطنون ويطال أرواح الفلسطينيين وممتلكاتهم، والذى سيؤدى بالضرورة من وجهة نظر رئيس الشاباك الجنرال بار. إلى عمليات ثأر من جانب الفلسطينيين وربما لانتفاضة فلسطينية جديدة أعنف وأقوى.
وتشير صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية التى كشفت عن تحذير رئيس الشاباك إلى مسئولية القيادة السياسية عن هذا الإرهاب، فهى التى منحت مسئولية الإدارة المدنية فى الضفة للإرهابى «تسيموتريتش» بعد أن منحت مسئولية الأمن الداخلى لبن غفير، لتكون النتيجة أن يتاح الدعم الكامل للمستوطنين وهم يمارسون إرهابهم ويحرقون قرى فلسطينية ويقتلون أطفالا فلسطينيين دون رادع!!
ويأتى إنذار رئيس «الشاباك» الخطير فى وقت يطالب فيه الوزير المسئول عن الشرطة وأجهزة الأمن الداخلى «بن غفير» بتسليح من يريد من المدنيين.. أى بتسليح أنصاره من المستوطنين والمتطرفين اليمينيين(!!)
ليضاعف من خطر الحرب الأهلية الذى يهدد الكيان الصهيونى المنقسم على نفسه كما لم يكن من قبل بفضل حكومة زعماء عصابات اليمين المتطرف التى يرأسها نتنياهو والتى يملك القرار فيها بن غفير وتسيموتريتش!!
لقد سبق أن حذر قادة الجيش والمخابرات نتنياهو من عواقب الانقسام الداخلى واستمرار مظاهرات المعارضة. هذه المرة التحذير أخطر حين يصدر عن رئيس «الشاباك» المسئول عن الأمن الداخلى، وحين يكون السبب هو «الإرهاب اليهودى»!!
ملاحظة أخيرة أمريكا أيضا وصفت ما يقوم به المستوطنون بأنه «إرهاب» بعد أن كان «دفاعا شرعياً عن النفس» حتى وقت قريب.
يبدو أن موسم «سقوط الأقنعة» سوف يستمر طويلاً!!
