عاجل جداً

دراسات وأبحاث «تيك أواى» !!

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

 التناقض فى نتائج الأبحاث الطبية العالمية أصبح أمراً محيراً ، ومثيراً للشكوك، فكل يوم نقرأ أبحاثاً علمية جديدة تقلب الموازين القديمة وتنسف الثوابت والحقائق التى نشأنا عليها .

فمثلاً ، حقائق نعرفها جميعاً حول احتواء البيض وتحديداً الصفار، على الكوليسترول، الذى تؤثر زيادته على سلامة الشرايين ، ولكن دراسات أخرى حديثة من مايو كلينيك، تؤكد أن كوليسترول البيض لا يرفع مستويات الكوليسترول فى الدم ، وأن تناول سبع بيضات فى الأسبوع مفيد للصحة ، بل وقد يساعد على منع أنواع معينة من السكتات الدماغية.

ودراسات تؤكد أن الإكثار من القهوة يضر بمرضى السكر، ودراسة أخرى من هارفارد تنفى ، وتؤكد أن الذين يكثرون من شرب القهوة تنخفض معدلات إصابتهم بالنوع الثانى من مرض السكر بنسبة 11%.

ودراسة أوروبية حديثة تقلب أيضا الموازين العالمية السابقة ، وتؤكد أن منتجات الألبان كاملة الدسم تسهم فى خفض معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية، وتقليل الوفيات ، بعد أن كانت الدراسات السابقة ، تعتبر الألبان كاملة الدسم ضارة بالصحة كمصدر للدهون المشبعة!! .

ودراسة حديثة أيضاً من نيوزيلندا،كشفت أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تزيد معدلات الوفيات ،و أن الأنظمة الغذائية التى تعتمد على زيادة الكربوهيدرات يمكن أن تحمى القلب وتقلل معدل الوفيات .

تضارب نتائج الدراسات يمتد أيضا للدواء ، فأدوية الكوليسترول -كما يقول د.حسن خالد أستاذ القلب بقصر العينى- بدأت تظهر أدلة على مشاكلها وانها لا تمنع ضيق الشرايين، وكذلك تنسف بعض الدراسات الحديثة جدوى استخدام الاسبرين للوقاية من جلطات المخ بعد أن ظلت هذه الحقيقة راسخة لفترات طويلة، ويتفق د.حسن فى أن هناك تجاوزات وإخفاء مقصوداً لبعض الحقائق لإظهار قوة دواء وإخفاء عيوبه.

تفسير آخر خطير أعلنه من قبل ديفيد جينكينز، الحاصل على درجة برنامج البحث الكندى فى التغذية بجامعة تورنتو ومستشفى سانت مايكل مؤكدا أن أبحاث التغذية لا تحظى بالتمويل الكافى ، ولهذا السبب فإنها تتضمن حالات يتراوح عددها من 70 إلى 120 فقط!!، وهذه الدراسات الصغيرة لا تخرج بنتائج قوية، لذا يعيد الباحثون نفس الدراسة الصغيرة عدة مرات، ثم يجمعون الدراسات المتشابهة، لتجميع البيانات واستخلاص دراسة واحدة كبيرة معتدلة ذات نتيجة موثوقة.

التناقض الغريب والسريع فى نتائج الدراسات أصبح بالفعل ظاهرة مثيرة للشك، خاصة فى ظل الانتشار الكبير لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى، التى تتابع وتلاحق هذه الدراسات كمادة إعلامية أصبح لها جمهورها وجاذبيتها، والسؤال المهم ، هل هذا التناقض فى نتائج الدراسات العلمية، هو نتيجة فقر التمويل كما يقول الأخ «ديفيد»، وهو فى رأيى تفسير خطير ، يعنى ببساطة، أننا أصبحنا نواجه ظاهرة جديدة خطيرة، هى ظاهرة الأبحاث «التيك أواى» ، أو الأبحاث «المسلوقة» ، «على قد فلوسهم يعنى «

أم أن هذا التناقض فى نتائج الأبحاث، هو أحد أساليب الحروب التسويقية بين الشركات والمؤسسات لترويج منتج وهدم آخر؟

أم أن بعض العلماء أيضاً دخلوا حلبة السوشيال ميديا، واستحدثوا دراسات جديدة «تيك اواى» ، سعياً وراء الشهرة والتريند مثل باقى البشر؟؟!!! .