إنها مصر

مستقبل كليات الإعلام !

كرم جبر
كرم جبر

ليس صحيحا أن كليات الإعلام انتهى عصرها ، فالاعلام هو المستقبل بشرط تأهيل الدارسين على مستحدثات الثورة الصناعية والذكاء الاصطناعى والتفاعل مع المستجدات، وبالمواصفات المطلوبة فى سوق العمل.

ليست المسألة أن يحتشد المنهج ببعض الدراسات التى لا تفيد الخريج ، ولكن أن يتعلم ما سوف يواجهه فى سوق العمل، لحسن استغلال الطاقات البشرية وتوظيفها بشكل أمثل، ونحن مقدمون على تطورات سريعة وكبيرة، وأن توظف المناهج الدراسية بدقة ومهارة وخبرات عملية.

خريج الإعلام سيكون مطلوبا بشدة فى سوق العمل بشرط تجهيزه وإعداده وفقاً لمتطلبات العصر والثورة التكنولوجية الرابعة والخامسة ، والمزج بين الذكاء البشرى والآلة الاليكترونية ، لتعطينا أشكالا جديدة أكثر قوة وتأثيرا، ولعدم إهدار الموارد البشرية والمادية فى شهادات ليس لها وظائف .

الانسان هو الذى يخترع الآلة وهو الذى يصنع المحتوى، ووظائف المستقبل تفتح ذراعيها لمن يجيدون الوظيفتين معا،وخريج الإعلام يجب أن يدرس كل فنون الاتصال الرقمي، وبجانب الإجادة التامة للغات الأجنبية، والإتاحة العقلية التى تهيئ له الإلمام بكل ما هو جديد ،صحيح أن بعض كليات الإعلام بدأت بالفعل تضيف كلمة رقمى أو تكنولوجى بجانب اسمها، دون برامج مدروسة جيداً وفقاً للمعايير فى الجامعات الدولية.

خريج الإعلام سوف يكون مطلوباً فى كل مكان، ابتداء من الشركات الكبرى لإعداد برامج تسويق منتجاتها، حتى أعضاء البرلمان الذين يبحثون عمن يدعمون اتصالهم بالجماهير، ومروراً بكل الوظائف التى تحتاج التواصل مع الرأى العام فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

انتهت الصورة القديمة بأن خريج صحافة يجب أن يكون صحفياً وإذاعة وتليفزيون مذيعاً أو مذيعة، والبقاء للإعلامى الذى يجيد فنون التواصل والاتصال ويتسلح بالمهارات الحديثة، وبين شبابنا أعداد غفيرة يجيدون ذلك، ولكن ينقص فقط استثمار قدراتهم.

فى عالم الفضاء الالكترونى الفسيح لا يمكن أن يحقق "المنع" وحده الأهداف المرجوة، ولكن أن يتم ملء الفراغ ببرامج لتنمية الوعى والحفاظ على الهوية، وحماية الأجيال الجديدة من الهاوية، والخطر لا يواجه مصر وحدها .

وهذه هى أهم وظائف الإعلام فى السنوات القليلة القادمة ، ولن ينجح فى تأديتها إلا جيل من الإعلاميين يمتلك أدواتها ، ويجب تجهيزه من الآن لتولى المسئوليات الجسام.

الاقتراح الذى أقدمه هو التعاون بين كل الأطراف، مجلس أعلى وهيئات إعلامية ونقابات، وعقد ورش عمل متصلة لتبادل الرؤى والخبرات مع أساتذة الجامعات، لإحداث تزاوج بين الدراسات النظرية والخبرات العملية.