هل أصبحت النقابات الفنية جهات رقابية على الإبداع أو القيام بدور ليس دورها بتبنيها مهمة الحفاظ على الذوق العام وأخلاق المصريين؟ رغم أن مهمتها الأساسية طبقا لقوانين إنشائها، الحفاظ على حقوق اعضائها ورعاية مصالحهم فقط، ولا تتدخل فى حرية المبدعين ومحاولات تقييدها أو تنصيب نفسها راعيا للذوق العام والمحافظة على الأخلاق.
خلال أسبوع واحد توقفت أمام قرارين لنقيبى الممثلين والموسيقيين، الأول يستنكر ويدين بل ويطالب بحذف مشهد من عمل درامى انتقد خريجى قسم المسرح بآداب حلوان، وهو ذات النقيب الذى رد على غضب نقابة الممرضين قبل عامين بأن» أى عمل درامى لا يعبّر عن فئة مهنية بقدر ما يعبر عن شخصية درامية وصراعات وانفعالات ليس لها علاقة بالمهنة فى حد ذاتها، فالتناول الفنى لا يسىء للفنان مطلقاً، وليس معنى تقديم الفنان لشخصية سيئة درامياً من حيث الأخلاق أن يكون منحرفاً أو هذا يعبّر عنه، فالممثل يعبّر عن خيال لا أكثر ولا أقل»، ولكن عندما تعلق الأمر بممثلين تخرجوا من قسم المسرح بآداب حلوان غضب «النقيب».
أما القرار الثانى فهو لنقيب الموسيقيين والذى فاجأ الجميع بإصدار قرار بإلغاء ترخيص نقابته لحفل مغنى الراب الأمريكى «ترافيس سكوت» مبررا قراره بهجوم رواد السوشيال ميديا على المطرب ووصفه بأنه يأتى بألعاب شيطانية خلال الحفل، وأن هذا القرار محاولة منه للحافظ على القيم والعادات والتقاليد المصرية، الطامة الكبرى أنه بعد ردود الأفعال الكبيرة التى انتقدت قرار «النقيب» خرج علينا بتصريح يمكن وصفه بالمصيبة وهو أنه لا يعرف هذا المطرب؟ فكيف لنقيب موسيقى مصر لا يعلم شيئا عن مطرب عالمى كبير وصاحب شهرة كبيرة ومعجبوه ومتابعوه بمئات الملايين حول العالم، وقال إنه عندما شاهد حفلاته اتخذ قراره بإلغاء الحفل حفاظا على المواطن المصرى على حد قوله وانه بهذا القرار يقوم بغسل يده ويد النقابة من تبعات هذا الحفل.
لا يا سيادة «النقيب» ليس دورك ان تنصب نفسك راعيا لاخلاق المصريين، وإلا لماذا تترك أعضاء نقابتك والمنتسبين لها من الذين يطلق عليهم مطربو المهرجانات يقدمون فنا رديئا والفاظا فجة فيما يقدمون؟
كما أن دورك الحفاظ على حقوق أعضاء نقابتك ورعاية مصالحهم، أما اخلاق المصريين فهناك مؤسسات أخرى مسئولة عنها، لذلك فقرارك خطأ فادح ليس من حقك أن تأخذه نيابة عن المصريين وإساءة لشكل مصر عالميا لأن هذا المغنى يتابعه مئات الملايين حول العالم الذين سيرون أننا شعب رجعى ومتخلف.
أتمنى أن تشهد الساعات القادمة تراجعا عن هذا القرار الخاطئ وإقامة الحفل، لأن إلغاءه يضر بسمعة السياحة المصرية عالميا.
