«أسرَجْتُ خَيْلَ مَحَبَّتِي» قصيدة للشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام

 إيهاب عبد السلام
إيهاب عبد السلام

أهُزُّ بِجِذْعِ الحَرْفِ

لمَّا يَزَلْ غَضَّا

وَمَا أدَّتِ الأشعارُ نَفْلًا ولَا فَرْضَا

 

وكيفَ أُوَفِّي النُّورَ بالشِّعْرِ وَصْفَهُ

وَشِعْرِي وَلِيدُ الأرْضِ

لمْ يَبْرَحِ الأرْضَا؟

 

فَهَيَّأتُ قَلْبِي

صَارَ نَبْعَ مَحَبَّةٍ

لَتَرْتَشِفَ الأشْعَارُ مِنْ فَيْضِهَا غَيْضَا

 

وَعَبَّأتُ قَلْبِي مِنْ جَمَالِ مُحَمَّدٍ

وَأرْهَفْتُ سَمْعَ الشِّعْرِ

كَيْ أكْتُبَ النَّبْضَا 

 

تُحِيطُ بِهِ الأنْوَارُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ

فَأبْسُطُ كَفَّ الشِّعْرِ

كَيْ أقْبِضَ الوَمْضَا

 

كَأنِّي وَقَدْ أسْرَجْتُ خَيْلَ مَحَبَّتِي

قَصَدْتُ طَرِيقَ الخُلْدِ

أسْتَلِمُ الحَوْضَا

 

تَيَمَّمْتُ بالأشْعَارِ حُبَّ مُحَمَّدٍ

فَأفْضَى فُؤَادُ الشِّعْرِ

بالحُبِّ مَا أفْضَى

 

كَأنِّي وَقَدْ جُزْتُ الوُجُودَ

مُسَافِرًاإلَيْهِ

فَلَمْ أتْرُكْ قَضِيضًا وَلَا قَضَّا

 

تُحَمِّلُنِي الأشْيَاءُ شَوْقًا سَلَامَهَا

ولِلْقَلْبِ دَقَّاتٌ

تَقُولُ: أنَا أيْضَا

 

أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ

حَتَّى كَأنَّنِيبِحُبِّ رَسُولِ اللهِ

لَمْ أعْرِفِ البُغْضَا

 

تَقَلَّبَ فِي نُورٍ مِنَ اللهِ قَلْبُهُ

فَمَا نَالَ مِنْهُ الشَّرُّ

كُلًّا وَلَا بَعْضَا

 

تَحَدَّى ظَلامَ اللَّيْلِ

مِصْبَاحُ عَزْمِهِ

وَأظْهَرَ نُورَ الحَقِّ في اللَّيْلِ فَانْفَضَّا

 

وغَالَبَ قَوْمًا كَمْ تَغَلَّبَ جَهْلُهُمْ

فَخَاضُوا وُحُولَ الشَّرِّ

لَمْ يَبْرَحُوا الخَوْضَا 

 

إذَا لَاحَ دَاعِي الخَيْرِ

يَمْشُونَ رِيبَةً

وَإنْ لَاحَ دَاعِي الشَّرِّ

يَأتُونَهُ رَكْضَا

 

وَقَدْ أسْكَنُوا الوِجْدَانَ

جُرْذَانَ كُفْرِهِمْ

فَعَاثَ هَوَى الجُرْذَانِ في قَلْبِهِمْ قَرْضَا

 

دَعَوْهُ صَدُوقَ القَوْمِ قَبْلَ ابْتِعَاثِهِ

فَلَمَّا أفَاضَ الصِّدْقَ

لَمْ يَقْبَلُوا الفَيْضَا

 

أحَالُوا نِدَاءَ الحَقِّ جَمْرًا بِكَفِّهِ

فَيَزْدَادُ إيمَانًا عَلَى جَمْرِهِ قَبْضَا

 

وَدَافَعَ بِالخَيْرَاتِ شَرَّ فِعَالِهِمْ

لأنَّ رَسُولَ اللهِ

بِالشَّرِّ لَا يَرْضَى

 

تَسَلَّحَ بِالفَضْلَيْنِ عَفْوٍ وَرَحْمَةٍ

فَأسْلَمَ بِاللِّينَيْنِ مَنْ أعْلَنُوا الرَّفْضَا

 

فَزَحْزَحَ بالنُّورِ المُبِينِ ظَلَامَهُمْ

وعَالَجَ قَوْمًا مِنْ جَهَالَتِهِمْ مَرْضَى

 

صَحَارَى نُفُوسٍ

حِينَ بِالغَيْثِ جَاءَهَا

تَبَسَّمَ فِيهَا العُشْبُ

وَاخْضَوْضَرَتْ رَوْضَا

 

وَخَلَّفَ أهْلَ الكُفْرِ حُمْرَ أنَامِلٍ

فَقَدْ أوْسَعُوهَا مِنْ هَزِيمَتِهِمْ عَضَّا

 

إذَا مَا تَسَمَّى الخَيْرُ

قِيلَ: مُحَمَّدٌ

إلَيْهِ يَؤُولُ الخَيْرُ مُنْصَرِفًا مَحْضَا

 

يُغَالِبُ جَفْنَ اللَّيْلِ طُولُ قِيَامِهِ

وَجَفْنُ حَبِيبِي فِيهِ لَا يَعْرِفُ الغَمْضَا

 

حَلِيمٌ يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْ حَقِّ نَفْسِهِ

وَفي حَقِّ شَرْعِ اللهِ

مَا لَانَ أوْ غَضَّا

 

فَأعْظَمُ خَلْقِ اللهِ فِي كُلِّ شَأْنِهِ

وَأبْسَطُ خَلْقِ اللهِ

إنْ جِيءَ يُسْتَرْضَى

 

لَهُ كَفُّ عَطْفٍ لَوْ تُلَامِسُ صَخْرَةً

تَخَلَّقَ فِيهَا القَلبُ

وَانْتَفَضَتْ نَفْضَا

 

لَهُ فِي بَيَانِ الحَقِّ قَوْلٌ مُفَصَّلٌ

فَيَحْسِمُ مِثْلَ السَّيْفِ

بَلْ إنَّهُ أمْضَى

 

لَهُ مِنْ ثِمَارِ القَوْلِ

مَا لَوْ قَطَفْتَهُ

يَظَلُّ طَوَالَ الدَّهْرِ مَا ذُقْتَهُ غَضَّا

 

لِتَنْتَظِمَ الدُّنْيَا عَلَى نَهْجِ رَبِّهَا

فَلَمْ تَعُدِ الدُّنْيَا جُزَافًا

وَلَا فَوْضَى