محللون يتوقعون استمرار صعود أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

‏توقع محللون نفطيون استمرار صعود أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد ختام الأسبوع الماضي على مكاسب بنحو 3 في المائة على أساس يومي، و5 في المائة على أساس أسبوعي لتسجل أعلى مستوى لها في تسعة أسابيع بسبب خفض إنتاج أوبك + الذي تغلب على تأثيرات رفع الفائدة.

وذكروا في تصريحات لـمنصة"الاقتصادية" السعودية، أن الأسعار ستكون مدعومة من ارتفاع الطلب المتوقع على النفط في الربع الثالث، إضافة إلى تقييد المعروض من جانب أوبك + خاصة بعد أن وافق أعضاء أوبك + على تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية 2024.

اقرأ أيضا :السعودية ترفع أسعار النفط الخام لآسيا في أغسطس بعد خفض الإمدادات

وأشاروا إلى أن ارتفاع الأسعار يلقى مقاومة من أن إعادة فتح الصين بعد رفع قيود كوفيد لم تكن قوية كما توقع الكثيرون وقد كان هذا واضحا من خلال إصدارات البيانات الاقتصادية الصينية الأخيرة، ولكن في المقابل ومن الأمور الإيجابية للصين أن الضغوط التضخمية كانت منخفضة نسبيا، ما سمح لبنك الشعب الصيني بخفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد.

ونوه المحللون، إلى تخفيض المؤسسات المالية الرئيسة بما في ذلك بنك جولدمان ساكس توقعاتها للاقتصاد الصيني، حيث تبحث الأسواق عن تخفيضات أعمق لأسعار الفائدة من التخفيض بمقدار عشر نقاط أساس لكي تصبح متفائلة بشأن انتعاش الصين.

وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة: إن أسعار النفط الخام على الأرجح ستواصل مسيرة الصعود خلال الأسبوع الجاري بدعم من تعافي الطلب في موسم الصيفي وإعلان السعودية وروسيا تمديد التخفيضات الإنتاجية الطوعية وتأكيد ندوة أوبك الدولية الأخيرة على تماسك عمل تحالف أوبك + في مواجهة مخاوف الركود العالمي المحتمل.

وأشار إلى أن العلاقة العكسية التقليدية بين النفط الخام والدولار الأمريكي ستكون ذات أهمية في الربع المقبل، حيث يقترب الاحتياطي الفيدرالي من إبطاء وتيرة رفع الفائدة مع حدوث انخفاض نسبي في التضخم عزز معنويات السوق، مشددا على أن بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يفضلون الآن نهجا أكثر حذرا للسياسة النقدية وهو ما يمكن أن يعزز أسعار النفط الخام.

من جانبه، يرى، يرى دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن سوق النفط الخام أقرب لاستعادة زخم صعود الأسعار، مع اجتياز الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا فترة موسم الطلب الصيفي، التي تؤدي بشكل عام إلى ارتفاع الطلب على النفط الخام مع زيادة الاستهلاك، لافتا إلى أن الفترة الحالية تتسم بالحاجة إلى مزيد من الطاقة ومع انخفاض العرض من قبل أوبك + يمكن أن يؤدي ارتفاع الطلب وانخفاض العرض إلى تعزيز أسعار النفط.

وأوضح أنه إلى جانب أشهر الصيف ستواجه منطقة خليج المكسيك موسم الأعاصير السنوي في الربع الثالث، ما قد يعطل إنتاج الإمدادات ويؤدي بشكل منهجي إلى ارتفاع أسعار النفط، ولكن ذلك لا يعني انتهاء تأثير الضغوط الهبوطية في الأسعار، حيث حافظت البنوك المركزية العالمية على خطابها المتشدد إلى حد كبير من خلال الإصرار على السياسة النقدية الصارمة وتقييد الإنفاق الاستهلاكي والطلب على السلع والخدمات، ولذا فقد يتضاءل الطلب على النفط، ما يترك مجالا ضئيلا للدعم الصعودي.

ويتفق بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة مع أن كثيرا من التقارير الدولية تسلط الضوء على مخاوف الركود أكثر فأكثر في جميع أنحاء العالم في الربع الثالث من العام الجاري، ولكن قد يكون من السابق لأوانه توقع ذلك بعد أن تجنبت الأسواق العالمية أزمة مصرفية، حيث أظهرت الولايات المتحدة علامات على المرونة، ما يبث معنويات إيجابية للنصف الثاني من العام بأكمله.

وأشار إلى أن التفاؤل يحيط بالطلب مجددا، خاصة بعد أن أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية خططا لإعادة شراء نحو ستة ملايين برميل من الخام، حيث تواصل الإدارة الأمريكية مبادرتها لتجديد احتياطي البترول الاستراتيجي، كما قالت الوزارة: إنها "ستتابع فرص إعادة شراء إضافية بحسب ما تسمح به ظروف السوق، لافتا إلى تأكيد بيانات رسمية أن أحجام النفط الخام في احتياطي البترول الاستراتيجي بلغ 347.16 مليون برميل وهو أدنى مستوى منذ آب (أغسطس) 1983.

وتضيف آرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية، أن أسعار النفط تواصل على الأرجح مسيرة المكاسب الأسبوعية خلال الأسبوع الجديد ويعود ذلك بالأساس إلى تخفيضات الإمدادات النفطية من أوبك + وعمليات تشغيل المصافي المرتفعة.

وأشارت إلى أن أبرز العوامل العكسية تتمثل في انخفاض نشاط التصنيع في الولايات المتحدة للشهر الثامن على التوالي مسجلا أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وأكدت أن الدلائل تشير إلى أن هذا الانكماش يتسارع كما يتسبب الانكماش في النشاط الصناعي في مخاوف بشأن ركود محتمل وزيادة مرجحة في تسريح العمال في هذا القطاع، معتبرة أن هذا التباطؤ في التصنيع له آثار واسعة في سوق الطاقة، ولا سيما التأثير في استهلاك الطاقة الصناعية وأسعار الديزل.

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط نحو 3 في المائة، مسجلة أعلى مستوياتها في تسعة أسابيع ‏الجمعة، إذ طغت المخاوف من نقص الإمدادات والإقبال على الشراء لأسباب فنية ‏على القلق من أن يؤدي رفع أسعار الفائدة لإبطاء النمو الاقتصادي وتراجع الطلب ‏على النفط.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.95 دولار، أو 2.6 في المائة، إلى 78.47 دولار ‏للبرميل عند التسوية. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.06 دولار، بما ‏يعادل 2.9 في المائة، إلى 73.86 دولار للبرميل.‏ وهذا أعلى مستوى إغلاق لخام برنت منذ أول أيار (مايو) والأعلى لخام غرب ‏تكساس الوسيط منذ 24 أيار (مايو). وبلغت مكاسب خامي القياس نحو 5 في المائة، لهذا ‏الأسبوع.‏ وقال كريج إرلام محلل أول السوق لدى أواندا "موجة الصعود على مدى الأسبوع ‏الماضي أو نحو ذلك... كانت قوية للغاية ومدعومة بالزخم، إلى جانب التخفيضات ‏الجديدة التي أعلنتها السعودية وروسيا".‏ وأعلنت الدولتان الأسبوع الماضي تمديد تخفيضات الإنتاج ليبلغ الخفض الإجمالي في ‏إنتاج تحالف أوبك +، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، ‏نحو خمسة ملايين برميل يوميا وهو ما يعادل 5 في المائة، من الطلب العالمي على الخام.‏

واستمدت الأسعار دعما أيضا من تراجع مؤشر الدولار لأدنى مستوى في أسبوعين ‏بعدما أظهرت بيانات نموا أقل من المتوقع للوظائف في الولايات المتحدة، لكنه قوي ‏بما يكفي لدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاستئناف رفع أسعار الفائدة في وقت ‏لاحق من الشهر الجاري.