أحلام مصرية جدًا

نهاد عرفة تكتب: «استفتى قلبك ولو أفتوك»

نهاد عرفة
نهاد عرفة

حين يأتى أحد الفقاء الأجلاء بالتيسيير علينا فى الفرائض والواجبات، يُكذبه ويُفند أقاويله آخرون. ودار الإفتاء المصرية نحترمها ونجل شيوخها الكرام. الواجبات ليست فروضا والأعمال بالنيات، والله سبحانه وتعالى يُيسر علينا ويتقبل صالح الأعمال حتى لو كان العمل صغيراً، كُل بمقدرته وسعته.

وهنا علينا أن نعمل بحديث رسولنا الكريم.. «استفتى قلبك ولو أفتوك». لقد اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعى بعد صدور فتوى أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالى الذى قال إنه يجوز ذبح الطيور كأضحية فى العيد، وأن المسلم يستطيع أن يُضحى بكل ما هوَ مذبوح حسب المذهب الظاهرى ومستشهداً بقول الله تعالى «وفديناه بذبح عظيم»، وأن الله لم يشترط أن يكون المذبوح من الأنعام، وإذا كان هذا رأى العلماء الأربعة فلماذا نتجاهل رأى المذهب الظاهرى ! ولنضع هنا ألف خط وخط تحت كلمة «رأى»، ولماذا نتجاهل ما روى عن سيدنا بلال بن رباح مؤذن الرسول صل الله عليه وسلم، أنه قال « ما أبالى لو ضحيت بديك ولأتصدق بثمنها على يتيم أو مغبر أحب إلى من أن أضحى بها « إذن لا إنكار فى المختلف فيه كما قال الدكتور الهلالي، ففى حال اختلف بعض الفقهاء فى مسألة الأضحية أو أى مسأله أُخرى فهذا لا يعنى أنه خطأ . ليس معنى هذا أن نتجاهل رأى الإجماع أو المجتمع عليه من المذاهب الأربعة، ولكن هُم فى النهاية بشر، ولكل منا مقدرته فى شراء الأضحية، ومع الغلاء الفاحش للأضحية والأنعام واللحوم ماذا يمنع أن نُضحى بأى ذبح ما دام سيذهب للفقراء والمحتاجين، والله أعلم بمقدرتنا وأعلم بالنيات وهوَ السميع العليم الذى أكد أنه يتقبل منَا صالح الأعمال. أعاننا وإياكم على طاعته وحُسن عبادته وأعاده الله علينا وعليكم بالأمن والأمان، ووفقنا جميعا لما يُحبه ويرضاه وأن يثبتنا على طاعته ويختم لنا برضوانه ومغفرته وكل عام وأنتم بخير. 

ــ «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا 

بِى لعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» 186 سورة البقرة،  اللهم إنا نسألك خير الدعاء والنجاح والعمل والثواب وخير الحياة وخير الممات، اللهم افتح لنا خزائن رحمتك وارزقنا حلالاً طيباً ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك.