الأم: آخر مكالمة منذ 3 سنوات.. أخبرنا أنه متجه لأمريكا فى مهمة عمل

سافر للعمل ببنك.. الغموض يحيط باختفاء شاب في أستراليا

الشاب الذي إختفى، ووالدته تحمل صورته
الشاب الذي إختفى، ووالدته تحمل صورته

..في السفر سبع فوائد.. هذه حقيقة لكن عندما تتحول الرحلة إلى لغز يشوبه الغموض هنا نكون أمام قصة جديرة بالنشر تمامًا مثلما حدث للشاب محمد..؛

قصة اختفاء غامضة بكل ما تحمله الكلمة من معان، مأساة جديدة من دفتر الغربة؛ شاب سافر للخارج تحديدًا دولة استراليا وهي قارة تقع في جنوب المحيط الهادي، اختفى هناك هذا الشاب ولم يعد أحد يعرف أين هو؟!، وماذا حدث له؟!، أسرته تبحث عنه منذ ٣ سنوات، ولكن بلا فائدة، تفاصيل تلك القصة نسردها في السطور التالية.

محمد إبراهيم، مواليد ١٩٧٦م، يعيش مع أسرته الصغيرة المكونة من أب وأم وأخت وأخ في بيت بسيط، بميت غمر، محافظة الدقهلية، محمدهو الابن الثاني لتلك الأسرة، تخرج في كلية التجارة وكان متفوقًا، ومنذ تخرجه وهو يتحمل المسئولية، شاب مكافح ليس كغيره من الشباب، العمل هو الشيء الوحيد الذي يفكر فيه، ظل على هذا الحال حتى عام ٢٠٠٤م، يعمل في أحد الأماكن ويكسب قوت يومه بالحلال، حتى جاءته فرصة للسفر لأستراليا، في زيارة لأحد أقارب والدته، وهناك استطاع محمد أن يحصل على فرصة عمل في أحد البنوك، وقتها شعر وكأنه امتلك الدنيا بما فيها، حلم وتحقق بفضل القدر الذي أهداه إياه وعليه أن يمسك فيه بيده واسنانه، وأخذ الشاب محمد ينسج لنفسه أحلامًا بما ينتظره هناك في بلاد الغربة.

فعاد لمصر وبدأ في إنهاء إجراءات السفر، فالرحلة الأولى كانت بغرض الفسحة، لكن الثانية هي الاستعداد لمهمة العمل وتكوين المستقبل؛ وبعدما انتهى من كل شيء شد محمد الرحال مودعًا أسرته؛ بحثًا عن لقمة العيش، كغيره من الشباب الذين لم يجدوا ضالتهم سوى في السفر، هجر أهله وأصدقاءه لكي يجمع المال، من أجل أن يحيا حياة كريمة، ترك الأحضان الدافئة كي يرتمي في أحضان الغربة والمصير المجهول، ولم يكن يعلم أحد من أفراد أسرته بما تحمله الأيام له في غربته.

◄ اقرأ أيضًا | إستراليا : حوارنا الأمني مع الهند والولايات المتحدة واليابان لايهدف إلى تشكيل تحالف عسكري

◄ اختفاء
شهور وسنوات ومحمد مستقر بالخارج، وعلى تواصل مستمر بأسرته، حتى جاء في زيارة لهم عام ٢٠١٠م، كانت آخر مرة تراه فيه أسرته، فعاد للخارج مرة أخرى وظل الوضع كما هو حتى قبل أسبوع واحد من شهر إبريل عام ٢٠٢٠م،عندما أخبر محمد والدته بأن البنك الذي يعمل فيه سينقله للعمل في أمريكا نظرًا لاجتهاده وتفوقه في العمل، بعدها انقطعت جميع وسائل الاتصال به، وفي لحظة اختفى محمد وكأن الأرض انشقت ابتلعته، ولم يعرف أحد أي معلومات عنه، حاولت والدته مرارًا وتكرارًا الاتصال به من خلال الأرقام التي تعرفها ولكن بلا فائدة، حتى أقاربها هناك لم تتمكن من التواصل معهم. 

3 سنوات كاملة والأم في حالة يرثى لها، ليلها كنهارها، قلبها منفطر على فلذة كبدها الذي لا تعرف عنه أي شيء، حتى والده أصبح مريضًا لا يتحرك من الفراش، طرقت الأم كافة الأبواب حتى جاءت من ميت غمر للسفارة في القاهرة، ولكن لمتتمكن من مقابلة أي من المسؤولين، أخبروهم فقط أن التواصل يكون بإرسال بريد إلكتروني، عادت الأم تجر خيبة الأمل، لكنها لم تيأس قط، وبالفعل بدأت في إرسال الإيميلات وكان رد سفارة أستراليا أنهم لا يتمكنون من إعطاء أية معلومات لأي شخص داخل الدولة.  تساؤلات كثيرة، وسيناريوهات محيرة اصبحت تدق أبواب عقول أفراد الأسرة، أين محمد؟!، هل تعرض لحادث وعلى أثره فقد الذاكرة؟!، هل سافر بالفعل لأمريكا أم مازال بدولة أستراليا؟، أسئلة كثيرة دارت مثارة داخل عقولنا وعقول أسرته، لا أحد منا يعرف إجابة مؤكدة لتلك التساؤلات، فالسر أصبح لديه هو، وبالتأكيد سيأتي يوم وتنكشف فيه الحقيقة. 

◄ الأمنية الأخيرة
تواصلت «أخبار الحوادث» مع والدة محمد،فقالت: «منذ ٣ سنوات ونحن نبحث عن محمد، لم نترك بابًا إلا وطرقنا عليه، وعلى الرغم من أننا لم نصل لشيء إلا أن الأمل مازال موجودًا بداخلنا، وعندي أمل بأن أجده في يوم من الأيام يدخل البيت ليرتمي بين أحضاني».

سألناها: هل أخبرها محمد أن هناك مشكلات أو خلافات قابلته بالخارج، فقالت: «لا.. بالعكس كان بحالة جيدة وكنت مطمئنة عليه». 

واختتمت حديثها: «كل ما نريده هو أن يساعدنا المسئولون في البحث عنه، رفقًا بي ووالده، فنحن لا نملك سوى أمنية واحدة وهي أن نراه قبل أن نموت، ولا نعرف أين نذهب أو أين نبحث عنه».

هذه هي كل تفاصيل القصة كما أخبرتنا والدته، حتى أنها لا تعرف الولاية التي يعيش فيها، لا تعرف أي معلومات غير ما قالته لنا، ونحن من جانبنا نطلق صرخة الأم للمسئولين لعلها تجد من يسمع لها ويحاول الوصول لهذا الشاب أو أية معلومات عنه، لكي يرتاح قلبها، فأصبحت هذه الأم لا تتمنى سوى أن تراه حتى ولو لمرة واحدة أو على الأقل تسمع صوته ويطمئن قلبها.. لا تملك سوى عدة صور له تتأملها ودموعها لا تتوقف، عقلها لا يكف عن التفكير فيه «يا ترى عايش ولا ميت؟»، انتهت رحلة البحث عن فلذة كبدها إلى لا شيء.. تحولت حياتها إلى جحيم وفي انتظار من يمد يده لها ويخرجها للنور مرة أخرى ويطمئنها على نجلها. 

◄ وزارة الهجرة تستجيب

بدورنا تواصلنا مع وزارة الهجرة لعرض قصة محمد استغاثة والدته، وجاء الرد سريعاً بطلب وسيلة تواصل مع الأم من خلال إدارة الشكاوى بالوزارة، لمعرفة كافة البيانات والتفاصيل وبناءً عليه يتم تحديد اتجاهات الوزارة للمساعدة وحل المشكلة، بالتنسيق والتعاون مع وزارة الخارجية والجهات المختلفة المعنية، عليه نقلنا رد الوزارة للأم المكلومة وطلبنا منها التواصل مع الوزارة، وننتظر النتيجة المفرحة والوصول لأي معلومة عن الشاب.

;