المجني عليه: طعني أمام الطلاب الموقف الأصعب في حياتي

لأن مواعيد الدرس لا تناسب ابنه.. طعن مدرس لغة عربية أمام طلابه في الحصة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتب: محمد مجلي

..«قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا.. كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا ..أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي ..يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا» واحدة من الأبيات الشعرية للشاعر الكبير الراحل أحمد شوقي والتي وصف فيها مكانة المُعلم فى المجتمع ودوره فى إعداد أجيال صالحة لخدمة المجتمع، إلا أنه لم يكن يعلم أنه من الممكن أن يصل الحال بالمعلمين فى هذا الزمان إلى حد التطاول عليهم وسبهم وتهديدهم بل والتعدي عليهم بسلاح أبيض أمام تلاميذه وطلابه وهو الأمر الذي حدث فى الإسكندرية فى واقعة اقشعرت لها الأبدان اذ تعدى ولي أمر أحد الطلاب على وليد عبد الموجود، مُعلم اللغة العربية وذلك أثناء الحصة وأمام الطلاب وهو الأمر الذي دفعه للبحث عن حقوقه وعدم التهاون فيها. والآن ما الذى حدث؟..

ولا تزال هذه الواقعة تشغل الرأي العام بين الأوساط السكندرية بوجه عام والتعليمية بوجه خاص، انتظارًا لما ستفسر عنه التحقيقات وأمام مطالبات جادة بضرورة وضع حل جذري لكافة التعديات والمضايقات التي يتعرض لها المعلمين على أيدى الطلاب وذويهم وأولياء الأمور سواء بالتعدي اللفظي أو التعدى بالسب عليهم.

◄ ساحة معركة
وتحولت حصة اللغة العربية إلى ساحة معركة وذلك بحسب وصف المعلم وليد والذى أكد أن والد الطالب الذى تعدى عليه كان يقصد قتله بسلاح أبيض وطعنه أمام الطلاب وسال الدم فى مشهد مأسوى كاد أن يودي بحياته.

وقال وليد عبد الموجود، المجنى عليه، البالغ من العمر 38 عامًا: إن ما تعرض له هو الأسوأ على مدار حياته، موضحًا أن الواقعة حدثت دون سبب وأن ولي الأمر فاجئه بالتعدي عليه أمام تلاميذه بأحد السناتر الكائنة بمنطقة سيدى بشر، شرقي محافظة الإسكندرية.

◄ السبب وراء الواقعة
وأضاف المجنى عليه لـ «أخبار الحوادث»: أحد طلاب الصف الثاني الإعدادي اعترض على موعد الحصة، على الرغم من موافقة باقي زملائه، فتركت له الحرية الكاملة فى اختيار الحضور من عدمه، لاسيما وأن الامتحانات كانت على الأبواب، مشيرًا أن الطالب انتظم فيما بعد وأخبر زملاءه بأن والده سيكون له ردا على رفضي إلغاء موعد الحصة.

وتابع، يوم الواقعة تلقيت اتصالا تليفونيًا من ولي أمر الطالب المشار إليه، أثناء الحصة، وفوجئت بوابل من السباب والشتائم ضدي مصحوبة بعبارات التهديد لكن تمالكت نفسي واحكمت أعصابي حتى لا يلاحظ الطلاب حالتي ثم أغلقت الهاتف واستكملت الحصة وشرح الدرس بصورة طبيعية.

وتابع المجنى عليه، بعد دقائق معدودة سمعت صوت عالي وحركة غير مفهومة وصوت صراخ خارج الفصل الذي أقوم بشرح الدرس فيه فوجهت حديثي للطلاب بضرورة الهدوء، وفتحت باب الفصل لمعرفة ما يحدث فى الخارج وسبب صدور الصوت العالي والضجيج،  لكنى فوجئت بشخص يطعنني بسلاح أبيض، لكن تماسكت حتى تمكنت من النزول على قدمي وبدأت أبحث عن وسيلة تنقلنى لإحدى المستشفيات، خاصة وأن جرح بطنى كبير.

وأشار إلى أنه، أي المتهم حضر رفقة آخرين وهاجم السنتر وبعد التعدي عليً هرب، موضحًا أنه حرر محضرا بقسم شرطة المنتزه أول وجارى انتظار تقرير الطب الشرعي للفصل فى الواقعة.

◄ عقره بمعصم يده
ولفت المجنى عليه، إلى أنه حاول الدفاع عن نفسه أمام المتهم وقام بمواجهته بصورة كبيرة وأن المتهم فاجئه بأن  «عقره»، من معصم يديه اليمنى وتسبب فى جرحه، مشيرًا أن الحادث تسبب   في وجود تهتك فى جدار البطن ونزيف كبير ودخل المستشفى على أثرها عدة أيام، موضحًا أن تقرير الطب الشرعي أشار إلى أن وجود 27 غرزة بشكل طولي فى البطن و7 غرز بشكل عرضي وأنه حاليا يواصل العلاج لكن حركته مازالت صعبة.

ولفت المدرس، إلى أنه متزوج ولديه اثنين من الأبناء وأن الواقعة تسببت فى ترك اثر نفسي سيئ لدى أبنائه، موضحًا أنه وجد مساندة ودعما كبيرا من طلابه الذي تجمعه بهم علاقات طيبة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعرب المدرس المجنى عليه، عن أمله فى أن يكون هناك وقفة جادة من وزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين أمام أي تجاوزات يتعرض لها المعلمون بعد الواقعة التى تعرض لها ووصفها ب «المؤسفة». 

◄ تطبيق نصوص القانون
وقال أحمد الرشيدي، محامى المجني عليه، إن هذه الواقعة غريبة من نوعها مؤكدًا أنها تندرج تحت نصوص القانون التي اجرم الفعل، مؤكدًا أن الحديث هنا عن الحماية المجتمعية وهو دور أكبر وأشمل من الناحية القانونية والإجرائية فالدور الاجتماعي والدور المجتمعي هو بث الطمأنينة فى نفوس الأشخاص بأن كل من له حق سيأخذه وكل من له أو عليه جرم سينال عقابه وهذه هى رسائل الطمأنينة التى اعتادنا عليها من النيابة العامة باعتبارها خط الدفاع الأول عن المجنى عليهم.

وطالب محامى المجنى عليه، خلال تصريحات لـ «أخبار الحوادث « بتطبيق نصوص مواد القانون لتحقيق العدل واسترجاع الحق وبالتأكيد نحن مطمئنين للتحقيقات التي تجرى بمعرفة جهات التحقيق المعنية.

◄ تفريغ الكاميرات
بدأت الواقعة بتلقي مديرية أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة المنتزه أول يفيد بتعدي ولي أمر طالب على مدرس أثناء حصة بسنتر تعليمي بمنطقة سيدى بشر وتحرر المحضر اللازم بالواقعة واخطرت النيابة لمباشرة التحقيق في الواقعة.

واصدرت النيابة العامة قرارًا بضبط وإحضار المتهم، وجرى إخلاء سبيله لحين ورود تقرير الطب الشرعي وسماع أقوال شهود عيان الواقعة وتفريغ كاميرات المراقبة وسماع أقوال المجنى عليه.

وجاءت أقوال شهود العيان متطابقة مع ما أدلى به المجنى عليه الذين أكدوا دخول 3 أشخاص أحدهم ولي أمر أحد الطلاب وصعوده لأعلى مستهدفًا فصل الأستاذ وليد عبد الموجود ثم أشهر سلاحه وطعنه.

◄ لمسة وفاء
وفى لمسة وفاء حرص طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية ممن تعلموا على يد المجنى عليه، على زيارته بمنزله للاحتفال معه بظهور النتيجة وتوجيه الشكر له على دوره معهم خلال المرحلة الماضية، معلنين رفضهم لما تعرض له من اعتداء وصفوه بـ صارخ واكدوا على ضرورة معاقبة من ارتكب الواقعة حتى يكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه التعدي على المعلمين.

كما شدد شهود عيان الواقعة، أن ما حدث لا علاقة له بالعملية التعليمية مستنكرين التعدى على أى معلم باعتبار أن المعلمين أحد أهم فئات المجتمع الذين يسهموا فى تربية الأبناء لإخراج أجيال قادرة على حمل المسؤولية تجاه هذا الوطن الكبير، مؤكدين أنهم لن يرتضوا إلا بالقصاص العادل.
 


 

 

 

;