عانيت كثيرا لتصوير أعمالى المسرحية تلفزيونيا

محمد رياض: المسرح حائط صد أمام التطرف | حوار

محمد رياض
محمد رياض

كتب: محمد خضير

مغامرة مسرحية جديدة يخوضها الفنان محمد رياض بتوليه رئاسة الدورة السادسة عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصرى، التى تمثل له نوعا من التحدى للخروج بهذه الدورة إلى بر الأمان وتحقيق كل ما يتمناه للمسرح والمسرحيين وكل من يعملون خلف الكواليس.

يرى رياض، أن المسرح هو حائط الصد لكل الأفكار المتطرفة والهدامة؛ لأنه يجذب إليه جيلا كاملا من الشباب فى ظل عدم توافر الفرص، وتوصيلهم للمشاركة فى أىٍ من الأعمال الدرامية أو السينمائية، خاصة أن كبار الفنانين كانت بداياتهم الحقيقية من خلال خشبة المسرح، وتحديدا المسرح الجامعى الذى يبهرنا دائما بعروضه المتميزة.

من خلال توليه رئاسة هذه الدورة يدخل رياض فى تحدٍ كبير أمام ضعف الميزانية التى تمثل عائقا حقيقيا فى الخروج بالمهرجان بالشكل المطلوب فيقول: «منذ بداية إعلان القرار وأنا أجد نفسى وسط هموم المسرحيين، فأنا واحد منهم وجزء لا يتجزأ من هذا الكيان، وعانيت كثيرا فى عروضى المسرحية التى قدمتها ضمن خطة القطاع العام، فلا يوجد راعٍ أو ممول سوى البيت الفنى للمسرح، فأبحث عن رعاة يكون لهم بصمة فى الخروج بهذه الدورة على أكمل وجه، وأن يقفوا جنبا إلى جنب وزارة الثقافة لتقديم دورة تليق بالمسرح المصرى والمسرحيين، لأنهم مظلومون، وأعطوا جزءا كبيرا من حياتهم للمسرح نظير مقابل مادى ضعيف بالإضافة إلى عدم التقدير الأدبى المناسب».

ألم يكشف لك تواجدك على مدار ٣ دورات ضمن اللجنة العليا للمهرجان كم الأزمات التى تواجه المسرح المصرى؟
ـ بالفعل فالمسرح يعانى كثيرا من الأزمات أهمها عدم توثيق العروض المسرحية بالصورة المرئية، فهناك الكثير من العروض المتميزة قدمت لعدة مواسم ولم يتم تصويرها تلفزيونيا، وأذكر عندما كنت أقدم عرض «حباك عوضين تامر» اقترب منى الفنان الراحل يوسف داوود وقال لى «أنا حاسس إن ده العرض الأخير لى على المسرح، فأرجو أن يتم تصويره تلفزيونيا»، وتأثرت جدا بكلامه وحاولت مع المسئولين أن ألبى رغبته كتوثيق للعرض، لأنه كان بالفعل آخر عمل قدمه على المسرح ورحل.

يبدو أن الروتين والبيروقراطية مازالت تمثل عائقا أمام رغبات المسرحيين؟
ـ هذا صحيح .. لكن أتمنى أن يكون فيه تفهم ووعى لمجريات الأمور، وأن يؤخذ فى الاعتبار أن هذه العروض المسرحية هى تاريخ لنجوم أفنوا حياتهم كلها من أجل إمتاع جمهورهم على خشبة المسرح، والمركز القومى للمسرح بدأ منذ فترة فى التخطيط لحفظ التراث المسرحى.

ومن ضمن ما تم استحداثه فى هذه الدورة الجديدة للمهرجان هو بروتوكول التعاون مع الشركة المتحدة لتصوير العروض المشاركة فى هذه الدورة تلفزيونيا.

ألم تفكر فى التراجع عن هذه المهمة الصعبة؟
ـ فى البداية «خفت» لأنها مسئولية كبيرة أنى أستكمل مشوار عدد كبير من عمالقة المسرح الذين تولوا رئاسته على مدار الـ١٥ عاما الماضية، ولكن عشقى للمسرح هو الذى شجعنى على الاستمرارية كمحاولة وبذل الجهد للنهوض بأبو الفنون، لأننى مؤمن بكل قضايا المسرح.

لماذا اقتصرت الدورة الجديدة على تكريم الفنانين الذين على قيد الحياة وليس الراحلين؟
ـ لأن الفنان يبذل مجهودا مضاعفا لإمتاع جمهوره ويتمنى أن يحصد نجاح عمله وهو على قيد الحياة، وأن يفرح بالتكريم على ما قدمه طوال مشواره الفنى أمام أسرته وينال تكريمه على ذلك، ولكننا لم ننس مجهود الراحلين، فسوف نقيم لهم ندوة خاصة تكريما لمن رحلوا خلال العام وقبل انطلاق هذه الدورة الجديدة.

◄ رغم الظروف التى يمر بها المسرح إلا أنك تصر على التواجد على خشبته؟
ـ لأن المسرح حالة خاصة تستحق الاهتمام، والممثل الذى لم يقف على خشبة المسرح» ناقصة كثير» كما أن التأثير الأكبر يكمن لدى الجمهور الذى يحييك على أول ظهورك فى بداية العرض، فهو يحييك على تاريخك الفنى معهم، لكن الأمر يختلف فى النهاية ومع إسدال الستار وقتها تأخذ التقدير الحقيقى عن العمل المسرحى، فالجمهور دائما عادل فى تقييمه.

◄ رمضان الماضى دخلت فى تحدٍ  من خلال شخصية «هايم» التى قدمتها ضمن الجزء الثالث لمسلسل «المداح» فكيف واجهت هذا التحدى؟
ـ كنت مرعوبا من مواجهة الشخصية لأنها صعبة وجديدة، فأنا أمام شخصية تفتقد للمشاعر والأحاسيس ويطغى عليها طابع الشر فقط من خلال الأداء والنظرات، ووقفت لأول مرة أمام الورق «مش عارف أمثل الدور» فكلمت المخرج أحمد سمير فرج فقال لى «خللى الحيرة توصل للناس» فهو فعليا شخصية مختلفة بلا انفعالات.

◄ عادة ما تواجه هذه الأدوار كثيرا من التعليقات وردود الفعل غير المرضية للفنان، فكيف قابلت ذلك؟
ـ أدوار الشر فى حد ذاتها دائما ما تكون ممتعة وبها مساحة تمثيل تظهر قدرة وتمكن الفنان من أدواته، وعلى الرغم من صعوبة الشخصية وكمية الشر الذى تحمله لكننى استمتعت بها واستقبلت ردود فعل الناس فى الشارع وكانت مختلفة، لكن أغربها لشاب كان يصلى بجانبى وبعد أن انتهينا اقترب منى وقال لى «هوا الشيطان بيصلى»؟!

تشارك ابنك عمر تجربته السينمائية الجديدة «حجر إيجابى» .. فماذا عنها؟
ـ هو فيلم منصات مدته ساعة وربع، وأنا الذى طلبت أن أشارك فيه لأن الدور عجبنى وهو من تأليف عمر ابنى، وإخراج على الشربينى، وإنتاج ومجهود ذاتى، وأنا مدرك مدى صعوبة الإنتاج فقررت أن أقف بجانبهم فى هذه التجربة.