فيض الخاطر

حمدي رزق يكتب: بشرى طبية طيبة

حمدي رزق
حمدي رزق

تتوالى أخبار علاجات السرطان متفائلة ، وشركات التكنولوجيا الحيوية تقدم تقارير دورية مبشرة عن اختراقات علمية استثنائية فى علاج السرطان .

أحدث الأخبار المبهجة الكشف عن لقاح يحفظ مرضى سرطان البنكرياس من الهجمة المرتدة للسرطان الأشرس بين السرطانات جميعا .

العقار الذى تبشر به الدوائر الطبية يسمى mRNA ، وحقق نتائج واعدة فى تجارب أجراها باحثون من نيويورك و شركة «بيونتيك» الألمانية لتجنّب عودة الورم الخبيث لنصف المصابين الذين تم علاجهم قبلا بالاستئصال .

نتائج الدراسة مبشرة وتسير على الطريق الصحيح لعلاج سرطان البنكرياس وأنواع أخرى محتملة من الأورام السرطانية ، ولكنها لا تلبى الطموحات فى الشفاء التام .

الاختراقات الطبية فى سياق مكافحة السرطانات يمكن ترجمتها طبيا فى تحويل السرطان من مرض غير قابل للشفاء،إلى مرض «قابل للتعايش» وليس القضاء عليه تمامًا..

صحيح لايزال الوقت مبكرا على المعجزة الطبية المأمولة فى القضاء على السرطان، ولكن العلاجات واللقاحات المعلنة تباعا، تستحق الاحتفاء تمامًا.

إزاء اكتشافات مؤثرة فى معالجة السرطان والسيطرة عليه ، تبشر بفجر جديد يبزغ من المعامل البحثية، هناك تجارب مثيرة للخيال باستخدام علم الوراثة فى ترويض عدو البشر.

يبشرون ، علم الوراثة قد يوفر طريقا معبدة نحو اكتشاف السرطان وعلاجه، بل والقضاء عليه تماما، وهذا يحتاج إلى صبر السنين .

فى المعامل الآن، جنود مجندة تبذل محاولات حثيثة للتوصل إلى رسم الخريطة الوراثية للسرطان، وصولا إلى رسم سماتها الوراثية، مايسمى فك الشفرة الجينية .

طبيا وعلميا يمكن القول بثقة إن العلاجات الجديدة، على الأقل، ستنجح فى تحويل السرطان من حكم بالإعدام إلى مرض عادى يمكن التعايش معه، مثل مرض السكري، ببساطة يمكن وقف تقدم المرض، وبالتالى يعيش المريض فترة أطول، كما لو أنه شفي.

علاجات السرطان المستقبلية لن تقتل السرطان، بل ستحوله إلى مرض مزمن يمكن التحكم فيه، و هذا هو التوصيف الصحيح لما يقوم به العلماء تجاه السرطان ، «معالجة»، أى التعامل معه، هى كمعادلة ، محاولة إيجاد أمل للتعايش، لاحرب على عدو للقضاء عليه.