أحلام مصرية جداً

بالحوار تُبنى الأمم

نهاد عرفة
نهاد عرفة

إذا اجتمعت أسرتين متشاحنتين على مائدة واحدة تُحل مشاكلهما إذا أرادا الإصلاح، فدائما ما يُقرب الحوار البناء الآراء المختلفة إذا كانت النوايا صادقة، فما بال لو اجتمعت جميع الآراء المختلف منها بكل مستوياتها الحزبية والمعارضة على طاولة واحدة لمناقشة مشاكل دولة ومجتمع كبير بحجم مصر، بشرط أن ننأى بكل ماهوَ شخصى ونضع مصر فى المقام الأول، بالقطع سنصل لحلول وتوصيات لوضع خطط مستقبلية للأجيال القادمة. 

الحوار يؤدى إلى وضع أيدينا على أساس المشكلات ومحاولة وضع حلول لها قد نتفق معها أو نختلف يكفى أننا نتحاور ونظهر العيوب قبل المميزات والسلبيات قبل الإيجابيات. 

الحوار الوطنى بين مختلف فئات المجتمع المصرى تم من قبل فى عهود الرؤساء السابقين، ففى عهد الرئيس جمال عبد الناصر دعا القوى الشعبية لمؤتمر وطنى مثل فيه كل القوى الاجتماعية عام 1962 لوضع تصور لميثاق العمل الوطنى فى مرحلة جديدة من عمر مصر، وهوجم وقتها من القوى المعارضة وحاولوا إفشالها ولكن أثبت التاريخ كما أكد الكثير من المؤرخين أن الحوار مكن مصر من إنجاح خطتها الخمسية من 1960 ـ 1965، اقتصاديا واجتماعيا، ومروراً بدعوة الرئيس السادات للحوار عام 1974 وهيَ التى سُميت بورقة أكتوبر، تم فيها وضع استراتيجية لتحديد مستقبل مصر حتى عام 2000 شارك فيها علماء مصر من كافة التخصصات، وكانت من نتائجها مسايرة السوق العالمى التحول نحو السوق المفتوح ومعاهدة السلام وأثبت التاريخ أن ورقة أكتوبر جنبت مصر الكثير من الإخفاقات التى شهدتها الدول المجاورة، ثم دعوة الرئيس مبارك لأربع مرات متتالية وتركزت حول الإصلاح السياسى وقوانين الطوارئ والانتخابات وكانت الأصوات المعارضة قوية .دعونا نتحاور ونضع مصلحة مصر وشعبها فى المقام الأول، بالحوار تُبنى الأمم.