قضية ورأى

حقوق المرأة

د. ليلى الغلبان
د. ليلى الغلبان

عزيزى القارئ.. ما الذى يجول بخاطرك عند ذكر أو مناقشة قضية حقوق المرأة وتمكينها ومناهضة التمييز ضدها؟ البعض قد يتحسس مسدسه ويتملكه ضيق سافر وأرتيكاريا من مجرد طرح هذا الموضوع، بينما يسخر البعض الآخر من الحدث ولسان حاله يقول: «دماغنا وجعنا عايزين إيه كمان؟!» وفى هذا السياق نود أن نزيل الحساسية التقليدية.

بالتأكيد حصلت المرأة على مكتسبات غير مسبوقة فى مصر،  إلا أنه لا يزال هناك طريق طويل حتى تبرأ الانسانية من أمراض اجتماعية ثقافية تجعل حياة المجتمعات إجمالاً عسيرة، وحتى ينعتق من إسار التمييز الظاهر والباطن الذى يمارسه بوعى أو بدون وعى ضد نفسه، وضد المرأة.

وقد لا يكون الرجل سببا فى هذا التمييز؛ فالرجل والمرأة أسيران لجملة من النظم والقيم والأعراف والمعارف المجتمعية المتوارثة.. ماكينة ذات تروس اجتماعية قوية لا يستطيع أحد الفكاك منها، الكل يرضخ لها شاء أم أبى.

وليسمح لى القارئ الكريم، وأرجو ألا يكون قد انصرف عن متابعة القراءة تحت تأثير الخطاب المتوارث المناهض للمرأة، ليسمح لى بأن أتناول الهوة الكبيرة وغير المبررة على مستوى العالم بين الرجل والمرأة فى مجالين مهمين وهما: المجال الأكاديمى والمجال السياسي.

ففى المجال الأكاديمى والبحثى والتعليمي، ليس خفياً على أحد تلك الفجوة بين الجنسين.

ولو تجولت عزيزى القارئ فى أى من جامعات العالم فسوف يسترعى نظرك لأول وهلة فيضان كاسح فى عدد الطالبات فى كافة الكليات، وستبحث عن الطلاب بحثا حثيثا حتى تجدهم وسط هذا البحر المتلاطم .. وحتى عندما يكون لدى المرأة نفس المؤهلات والخبرة وأحيانًا أفضل، فإن الأولوية فى تقلد المناصب تكون عادة للرجال. ويتم التعامل مع هذه القضية بدرجاتٍ متفاوتة من الانفتاح والشفافية حول العالم.

هذا التمييز ضد المرأة فى الأوساط الأكاديمية يأخذ أشكالاً مختلفة، معظمها خفي. فرسمياً الجميع متساوون فى الحقوق والواجبات، أما فى الواقع، فتُسلب المرأة من حقوقها فى الفرص المتساوية فى عملية التوظيف والاختيار للمناصب العليا.

رئيس قسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب بجامعة كفر الشيخ