بعد اضطرابات بلادهم.. سوريون: «أم الدنيا» فتحت لنا ذراعيها

محررة «الأخبار داخل صالون حلاقة لسيدة سورية
محررة «الأخبار داخل صالون حلاقة لسيدة سورية

الكبير هو الذى يظهر معدنه فى الشدائد ومصر كبيرة جدا، فمنذ تصاعد أحداث الخريف العربى أخذت مصر على عاتقها منذ اللحظة الأولى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد مهما كان قربها لنا، ولأن مصر لديها شرف كبير أبت أن يتحول سكان تلك الدول إلى لاجئين عند الدول الأوربية أو غرقى فى سواحل البحر المتوسط.

فقد فتحت مصر أبوابها أمام أشقائها العرب الفارين من جحيم الحرب التى أثبتت أن المستفيد الأول منها قوى خارجية وإقليمية وليس العرب، من هنا انتهجت مصر سياسة «أهلا بضيوفنا وأشقائنا فى بلدكم الثانى مصر»، وبالفعل حضر العراقيون في أكتوبر وتمركز معظمهم هناك وأتى السوريون إلى حى الهرم بينما الأخوة والأشقاء أولاد النيل الواحد فقد سكنوا حى فيصل ومازالت مصر تفتح ذراعيها لكل من جاء يحتمى بها.

فبالفعل مصر هى أم الدنيا وبيت العرب وصاحبة البيت الكبير ..

«الأخبار» فى هذا الملف ترصد مع الجاليات العربية المتواجدة فى كل ربوع الجمهورية المصرية العربية كيفية استقبال المصريين لهم ليحكوا لنا ما تفيض الدمع منه فرحا بعلاقة مصر بأشقائها.

1.5 مليون سورى فى القاهرة والمصريون لديهم شهامة فطرية  
وليد:  لم تتاجر بالأزمة السورية.. ولم نسمع كلمة لاجئ بداخلها

منذ اندلاع الحرب فى سوريا تحت مسمى أحداث الخريف وليس الربيع العربى، بدأ قدوم الأشقاء السوريين إلى مصر، حيث رحبت بهم الحكومة المصرية وأتاحت لهم الإقامة بشكل رسمى فلم تخصص لهم مخيمات لاجئين بل عاملتهم كأبناء الوطن، وتعامل معهم الشعب المصرى بكل حب واحترام على أنهم اخوة يعيشون ويتعلمون ويتاجرون فى مصر ليشعروا وكأنهم فى وطنهم، وليسوا أغرابًا أو لاجئين، سمحت أيضا الحكومة المصرية للمستثمرين السوريين الكبار والصغار بتأسيس شركات استثمارية سورية، لهم بلغت ما يقارب 1255 شركة، بحسب إحصاءات رسمية من الهيئة العامة للاستثمار، لصالح أكثر من 30 ألف مستثمر سورى، من ناحية أخرى ذكرت المنظمة الدولية للهجرة فى تقرير لها أنه يعيش على أرض مصر 1.5 مليون لاجئ من سوريا.. «الأخبار» حاورت بعض المواطنين السوريين المقيمين فى مصر وتحديدا فى مدينة أكتوبر.

فى البداية تقول بدور أبو زيد من سوريا تعمل فى احد محالات الحلاقة، وهى تعيش فى مصر منذ أكثر من سبعة أعوام، حيث زارت مصر بعد حدوث الحرب السورية فترة قصيرة وسافرت بعد ذلك لعدة بلدان مثل لبنان والأردن والسودان ودبى ولكنى أدركت معنى التعبير الرائج بين العرب بأن مصر هى الشقيقة الكبرى، وأنها بلد الأمن والأمان.

وأشارت إلى أنها قبل مغادرتها مصر كانت لا تشعر بأنها فى بلد لجوء أو بلد غريب، وأنها كانت تخرج حيث تشاء وتمارس حياتها الطبيعية بشكل يومى بعد التعامل المستمر مع المصريين أصبحت بنت البلد، دون إحساسها بأنها وسط غرباء، بل كان كل أصدقائها من المصريين، ووجهت شكرها فى ختام حديثها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى وحكومته وشعب مصر الشقيق، على ما جعلها تشعر به كأنها فى بلدها ولم تتغرب، وذلك بسبب حسن المعاملة وحسن ضيافة مصر حكومة وشعبا، مما أزال عنها غمة الغربة وفراق الأحبة..

وأوضحت أن مصر حلوة بشعبها وناسها الطيبين، المعيشة فى مصر افضل من كل بلاد العالم، حيث «تقدرى تعيشى بى 1000 جنيه او مليون جنيه»، و من صفات الشعب المصرى الجميلة «من النكد بيصنع ضحكة» و»لازم» العالم يتعلم الجدعنة من شعب مصر، فنحن نشعر مع إخواننا المصريين بأننا من الشعب المصرى تماما» وننتمى إليه.

رد الجميل

وأضاف محمد وليد صاحب مطعم عجائن من العاصمة السورية دمشق أنه يعيش فى مصر منذ عام 2013، فهى البلد الأمن الذى احتضن السوريين بشكل أخوى، دون اشتراطات، كبعض البلدان الأخرى، موضحا أن كلمة لاجئ لم يسمعها فى مصر كما انه عمل فى مدن مصرية مثل المنصورة ثم الزقازيق وبعد ذلك اتنقل الى محافظة الشرقية ومن أجمل المواقف الجميلة قابلت مواطنا مصريا هو الحاج عطية عندما علم انى سورى وفر سكنا ومحلا دون مقابل ووقف بجانبى كثيرا، وفي مصر لم نشعر يوما بأننا غير مرحب بنا ولو لمرة واحدة، ودائما ما نشعر أننا فى بلدنا الثانى، روحت من مصر ورجعت تانى بعد ماشربتش من نيلها، ونتمنى نرجع بلدنا سالمين غانمين ونرد جزءا بسيطا من الجميل لمصر.

واشار وليد الى أن مصر البلد الوحيد الذى لم يتاجر بالقضية السورية فى المحافل الدولية، لكسب مواقف أو ابتزاز المجتمع الدولى لصالحه، مثل بعض الدول الأخرى التى لا تخفى نياتها على أحد حسب تعبيره، كل التحية والشكر للحكومة وشعب مصر العظيم مصر التى جمعت جميع العرب على ارضها.

يطالب من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بأن يقف بجانب السوريين المقيمين فى السودان.

الأمن والأمان

ويقول علاء الدين الصباغ صاحب مطعم شاورما ويعيش فى مصر منذ 2012، قائلا: بعد حدوث الأزمة السورية سافرنا إلى مصر بلد الأمن والأمان، وفتحنا مشروعا، واستفدنا وقدمنا أفضل ما لدينا من مشروعات المأكولات والحلويات المشهور بها أهل الشام وأقبل عليها المصريون.

وأكد علاء، أنه من خلال علاقته بالمصريين على مدار اثنى عشر عاماً لم يشعر سورى واحد بأنه غريب، معظم السوريين سافروا على دولة أوروبية، اكتشفوا الفرق الشاسع بين احتضان المصريين لنا وتعامل الآخرين فى دول أخرى، تدعى الحضارة والحرية والمساواة والديمقراطية، مشيراً إلى أن الكثير منهم يرغب فى العودة إلى مصر الآمنة المطمئنة، صاحبة اليد البيضاء حكومة وشعبا.

إقرأ أيضاً|حلاق كربلاء.. عراقي يحقق حلمه من خلال عمله