شجون جامعية

لا يَختَفون

د. حسام محمود فهمى
د. حسام محمود فهمى

هَجَص كَلِمُةٌ عاميةٌ مِصريةٌ تَعنى الكلامَ أو الأفعالَ المُنافيةِ للعقلِ و المثيرَة للسخريةِ؛ المَنظَرة الفارغة من الهَجَص. من مظاهرِ الهَجَص الشِلَلِيةُ والاِنشغالُ بالمقالبِ لَهثًا وراء الكراسى والمَغانِمِ من مكافآتٍ وسفرياتٍ مع إهمالٍ للإنجازاتِ الحَقيقيةِ.

الهَجَص دائمًا مَكشوفٌ ولو طالَ أمدُه؛ عالمُ اليومِ لا يَحفَظُ أسرارًا، الإنترنت فَضّاحٌ فَضوحٌ. كلما كانَ الاِهتمامُ العامُ بمجالٍ أو نشاطٍ أقوى كلما أصبحَ كَشفُ الهَجَص فيه أسرَعَ وأكثرَ صَخَبًا.

لكُلِ بيئةٍ مَناخُها وأشخاصُها، تَختلفُ وتَتشابهُ فى جُزئياتٍ، إلا أنها تَتحدُ فى أحدِ العناوينِ، الهَجَصِ. المناخُ التعليمى عنوانُه الواضحُ اِستنساخُ نُظُمٍ لا تتوافقُ مع واقعِ المدارسِ والجامعاتِ وتقَبُلِ المجتمعِ. على مستوى المدارسِ لم يقضْ ما يُسمى تطويرٌ وتابلت على الدروسِ الخصوصيةِ واِنكارِ دورِ المدارسِ لدرجةِ الغيابِ عنها. أما على مستوى الجامعاتِ هل بأمانةٍ تَطَورَ التعليمُ مع الساعاتِ المُعتمدةِ، وتقليصِ ساعاتِ الدراسةِ؟ وكيف ترتَقى به الشَراكاتُ مع جامعاتٍ أجنبيةٍ متواضعةِ الترتيبِ؟ وهل ينهَضُ سوقُ العملِ والخريجون مَنقوصى التعليمِ والتدريبِ والثقافةِ؟

أليسَت من الهَجَصِ صورٌ تذكاريةٌ لفِرقِ الجودةِ إياها مع الإداراتِ وكلامٌ مُعَلَبُ عن السعادةِ بلقاءِ أحدِ الصُروحِ الجامعيةِ؟ أليسَ منه أيضًا تكريسُ عاداتِ الاِنتقادِ لدى الطلابِ بدلاً من الاِجتهادِ، والتَبَرُمِ والشَكوى لا العملَ فى صمتٍ؟

لأشخاصِ الهَجَص مُمارساتُهم،التَلَوُن والتقَلُبُ وكأنَّهم كلُ تطويرٍ واِبتكارٍ وجودةٍ، التأويلُ بجَرأةٍ للاِحصاءاتِ ولى الحقائقِ. التَمَسُحُ فى كل إدارةٍ وكلِ مَسئولٍ جديدٍ أيًا كانت كفاءتُه هو أسلوبُهم للوصولِ. عباراتُ أخى وصديقى وحبيبى وأستاذى يبتَذِلونها من فرطِ استخدامِها كأدواتِ تَمَسُحٍ وتبييضٍ لوجوهِهم.
الأستاذُ الجامعى الحقيقي، بتكوينِه، يَنتهجُ النقاشَ والمُقارناتِ ويرفضُ الإملاءاتِ، إلا من ينتهجون

الهَجَصِ وسيلةً للكراسى والظهورِ. ما أثقَلَ الإحساسِ بعدمِ كفاءةِ واِستحقاقِ عَديدين.

مستر إكس يَغيبُ لكن لا يَختفي، أهلُ الهَجَص يُعادُ تدويرُهم، ولو كانوا لا يُنتِجًون إلا تَنويعاتٍ من الهَجَص كالمَنظَرةِ الكاذِبةِ والتَسطيحِ. التطويرُ إبن بيئتِه، للبدلةِ الكاملةِ وقتُها ومكانُها، يقينًا ليسَت على ملابسِ المنزلِ،،

إيييه إيييه ….

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

 أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس