نوبة صحيان

أحمد السرساوي يكتب: تحرير سيناء.. «مرتان»

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

■ بقلم: أحمد السرساوي

يوم الثلاثاء القادم.. لماذا  سيختلف «مذاق» احتفالنا بتحرير سيناء هذا العام؟

لا نحتفل فى ٢٥ أبريل هذا العام بتحرير أرضنا المقدسة من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم فقط.. بل نحتفل أيضا بتحريرها من إرهاب أسود، تصور أنه عشش فيها فى لحظة غفلة.. فكأننا نحتفل بتحرير سيناء مرتين!!

وما يثير الإنتباه هنا.. هو تحول الإرادة السياسية فى بلادنا، من النظر إلى سيناء باعتبارها «بوابتنا الشرقية» التى تأتينا منها رياح الغزو الخارجي.. لتصبح «وجهتنا الذهبية»  للاستثمار والتنمية الحقيقية انطلاقا من منطقة القناة ومشروعاتها العملاقة.. للتوجه شرقا نحو «أرض الفيروز» وإعادة صياغتها صناعيا وسياحيا واجتماعيا.

ستعبر بلادنا الأزمة الاقتصادية العالمية، كما عبرت فى أكتوبر ١٩٧٣ وأزاحت الاحتلال، وكما عبرت بعد ٢٠١٤ وأزاحت الإرهاب.. وستبنى قلاعها الاقتصادية وبنيانها الاجتماعى الجاذب والمغرى للهجرة الداخلية إليها كما يريد شعبنا، وكما تخطط قياداتها.. وسنرى فى احتفالات هذا العام ما لم نره من قبل..  فكما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل أسابيع أن احتفالاتنا هذا العام بتحرير سيناء ستكون بمستوى التضحيات التى قُدمت فيها، مؤكدا الجهود الضخمة التى تم إنجازها خلال السنوات القليلة الماضية لهذه الغاية.

فالجديد هنا أن نظرة القيادة ومؤسسات الدولة نحو سيناء، لم تعد قاصرة على الموارد الطبيعية.. بل الأهم والأرقى على الموارد البشرية  وتنميتها والعمل على إثرائها الاجتماعى، بالتكاتف والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية فى الدولة.. بصراحة تامة.. بدأت الدولة بالفعل إجراءاتها على الواقع، بحيث لا تنبنى خطة تنمية سيناء على أساس أمنى فقط، أو استثمارى وكفى.. بل   بتعزيز «الحماية الاجتماعية» لأهالينا فى كل بقعة منها، والعمل بجدية على توفير فرص العمل لأبنائنا هناك، والتمكين الاقتصادى القائم على المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى المجالات التى تمثل ميزة نسبية للمنطقة، فضلاً عن الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والرياضية.

باختصار..  إحداث انتعاشة للمجتمع السيناوى لكى يشعر بثمار تحرير أرضنا الغالية مرتين.. مرة من الاحتلال، وأخرى من الإرهاب.. وكلاهما مضى بلا عودة.