حبس الدموع يؤدي لأمراض خطيرة.. أضرار عدم البكاء

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

على الرغم من أن «الدموع» من أهم العوامل التى تُشكل إنسانيتنا وتفرق بين الجنس البشرى وباقى كائنات الأرض، إلا أننا نخشى البكاء، ونعتبر ذرف دمعة واحدة أمرًا مشينًا، وأمارة على الضعف والاستسلام للأمر الواقع، إلا أن العلم الحديث كشف لنا أن ظاهرة «حبس الدموع» والمتفشية وسط ذكور مجتمعاتنا العربية على الأخص، قد تقذف بنا فى أنفاق مؤدية إلى الهلاك المباشر والموت بالسكتات الدماغية وكذلك الأمراض القلبية.

وتوصلت بعض نتائج الدراسات العلمية والتى أجرتها جامعات مختلفة حول العالم إلى نتائج متقاربة تشير جميعها فى المجمل إلى نفس الإطار الذى يدور حول أهمية «ذرف الدموع» على الصحة العامة للجسم بد اية من كونها عامل مساعد فى تنظيم الجهاز المناعى مرورًا بالأمراض الجلدية مثل الأكازيما والالتهابات وختامًا بالأمراض القلبية.

اقرأ أيضاً| العلماء الروس يبتكرون مشروباً غنياً باليود والفيتامينات لتحسين الحالة الصحية

وبحسب دراسة تطبيقية أجراها العلماء عام 2006 على 60 من أمراض الحساسية الجلدية والأكازيما، انتهت بالتوصل إلى أن البكاء ولو حتى بدمعة واحدة يقلل من الحساسية ويحجم من الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل الروماتويدى.
وكما أن أبحاثا أجرتها الجامعة الهندية فى الولايات المتحدة الأمريكية أشارت إلى أن ممارسى الألعاب الرياضية على اختلاف أنواعها، من اللاعبين الذين يبكون بعد خسارتهم للمباراة، يتحسن أداءهم فى المباريات التالية وعلى المدى القصير.
وتعتبر الدموع بمثابة المسكن الطبيعى للآلام بالنسبة للبشر ، فقد تبين أن تلك الدموع النابعة من التأثر العاطفى أو الحسى تحتوى على كمية كبيرة من هرمونى "البرولاكين" وال"آى سى تى أتشن" وهى نفس المواد التى يفرزها الدماغ فى الدم أثناء التعرض للضغط، لتحفز لدينا ذلك الشعور بالاضطراب النفسى.

وبناءً على ذلك تعتبر الدموع مخرجنا الطبيعى الوحيد والذى يخلص الجسم من تلك المواد الكيميائية، حيث أشارت التحليلات الطبية للدم والتى تمت فور الانتهاء من البكاء، بأن نسب تلك المواد الكيميائية قلت بالفعل.
وعليه فإن حبس الدموع يؤدى إلى تراكم تلك المواد الكيميائية الضارة فى الدم، وبالتالى عندما تتزاحم الضغوط - خاصة أن المصائب لا تأتى فرادة - وتتزايد القلاقل مع استمرارية رفض الشخص للبكاء، وينتهى الأمر به إلى الانهيار العصبى وقد تسوء الحالة فى بعض الظروف لتصل إلى درجة السكتات الدماغية.
وهنا نتساءل: لم كل هذا الإحجام العنيد عن البكاء؟ ترى ماذا يضيرنا أكثر من ذلك فعند وقوع البلاء لا مراد له، ولكن قد يكون فى البكاء مهربنا الوحيد والمفيد، فلم لا ننظر للبكاء على أنه هبة من الله خص بها بنى البشر على عكس سائر الثدييات، فنحن محظوظون لامتلاكنا تلك الهبة، والتى قد تقوى الروابط المجتمعية بين الأفراد وتمر بنا إلى شُطآن السلام الداخلى بعد العاصفة.