فيض الخاطر

حمدي رزق يكتب: الغارمات الجدد!!

حمدي رزق
حمدي رزق

يتصل بك أحدهم طالبا المساعدة فى سداد دين إحدى الغارمات، ويجتهد فى تشخيص الحالة، أصلها ست غلبانة ومعاها ثلاثة عيال، بختها وحش، مضت على إيصالات أمانة، لكى تشترى عفش ابنتها، ومحجوزة على ذمة بلاغات..

أصادف فنانة جميلة على الشاشة الصغيرة تعلن عن جمعية تعنى بفك كرب الغارمات، ويفتينا شيخ معمم قبيل مدفع الإفطار بوجوب التبرع لفك أسر الغارمات فى سياق فك الرقاب عتقا.

معلوماتي المتواضعة أن السيد رئيس الجمهورية، ومن منصة الاحتفال بيوم المرأة المصرية، قرر العفو عن كل الغارمين والغارمات، ووجه وزير الداخلية اللواء «محمود توفيق» بإطلاق سراحهم وصرف مساعدة فورية تعينهم على الحياة.

وبالفعل وحسب بيان الوزير تم اطلاق سراح جميع الغارمين والغارمات، عدد (٨٥ حالة) خرجت وسط زغاريد الأهل والخلان، وأعلنت مصر بلا غارمين، وهى مبادرة معتبرة أطلقها الرئيس قبل عامين.

إذن ما قصة الغارمات الجُدُد، ومتى وقعن مجددا فى فخ المديونية، كيف سقطن من حالق فى الشرك المنصوب؟!

وما حقيقة هذه الظاهرة، ومدى انتشارها فى الريف المصرى والمدن، والعاملون عليها، وإلى متى ستستمر هذه الصورة البائسة تطل علينا فى رمضان من كل عام؟!

احتشاد الدولة والجمعيات الخيرية والطيبون لسداد ديون الغارمات وإطلاقهن من السجون، يقابله زيادة غريبة فى أعدادهن، الظاهرة تزيد بالتوالد لا تنقص بالسداد، كل طلعة صباح هناك غارمة فى الطريق إلى السجن!!

تستوجب دراسة الظاهرة مجتمعيا حتى يمكن علاجها وتجفيف مصادرها، صحيح هناك جهود متواصلة لتحقيق الهدف الرئاسي، مصر بلا غارمين، ولكن هناك سقوطا متواليا لغارمات جُدُد فى الفخ المنصوب، تخرج من السجون زرافات من الغارمات، لتدخل أخريات!!

وكأن هناك من استمرأَ ويستمرئ الظاهرة، بعض العاملين عليها أحيانا هم أُس البلاء، وهؤلاء يجولون فى الأرياف لاصطياد الغارمات بإيصالات تذهب بهن إلى السجون تحت وطأة الحاجة!!