فى المليان

ويبقى الأهـلـى رمزًا لمـصر وكفاحها الأفريقى التاريخى

حاتم زكريا
حاتم زكريا

وما زال النادى الأهلى هو النادى الأهلى بشعاراته ومبادئه وإنجازاته والدروس المستفادة التى يقدمها للآخرين.. قد يقع فريسة لخسارة كبيرة.. وهذا أمر وارد مع أقوى الفرق العالمية..

ولكنه يتشبث بالأرض ويقف على قدميه سريعاً..

كما حدث معه عندما خسر بخمسة أهداف مقابل هدفين من صن داونز الجنوب أفريقى، فلم يستسلم خاصة بعد خسارته بهدف أمام الهلال السودانى فى أم درمان، ونهض وتألق وألحق بالقطن الكاميرونى هزيمة ثقيلة فى ملعبه ( 4/ صفر ) بواسطة محمود كهربا ( ثلاثة أهداف ) وبيرسى تاو (هدف)  ولتكون مباراته الأخيرة فى دورى المجموعة الأفريقى أمام الهلال بالقاهرة هى الفاصلة والحاسمة لتحديد الفائز ببطاقة التأهل الثانية للمجموعة الثانية والصاعد الى دور الثمانية مع صن داونز الذى تمكن من حجز البطاقة الأولى مبكراً وبفارق مريح من النقاط خاصة بعد فوزه فى آخر مبارياته على القطن 2-1.

ولا شك أن فوز الأهلى برباعية نظيفة خارج ملعبه على القطن الكاميرونى أعاد للفريق روحه العالية ورغبته المستمرة فى تحقيق الانتصار فى أصعب وأخطر المواقف والظروف بصفته بطل القرن وصاحب أكبر الإنجازات والأرقام القياسية الأفريقية. 

وكانت الجماهير الأهلوية على الخط، وأقبلت على تذاكر مباراة الأهلى والهلال الحاسمة وحجزت كافة التذاكر المعروضة خلال ساعات فى ظل سماح الجهات الأمنية بطرح أكثر من 50 ألف تذكرة للجمهور الذى شكل من ستاد القاهرة لوحة فنية رائعة أعادت إلى الأذهان صورة الاستاد الجميلة التى اعتادت الجماهير الأفريقية على متابعتها عبر شاشات التليفزيون على مدى سنوات طويلة. 

وكان فريق الأهلى عند حسن الظن به وتغلب على الهلال السودانى بثلاثية نظيفة أحرز أولها محمود كهربا وأضاف حسين الشحات هدفين رغم الظروف الصعبة التى كان يمر بها لوفاة والده.. وحجز الفارس الأحمر بطاقة التأهل إلى دور الثمانية ليواصل تحقيق أرقامه القياسية الأفريقية. 

وأعتقد أن قرعة دور الثمانية التى أجريت مساء أمس الأربعاء 5 إبريل قد وضعت الأهلى أمام أحد فرق شمال أفريقيا العربية التى تمتاز باللعب التكتيكى الذى يشبه إلى حد كبير لعب الفرق المصرية التى تجيد اللعب الذى يعتمد على الموهبة والخطط الموضوعة تبعاً لظروف المباريات.. ولذلك فإن مباراتى دور الثمانية للأهلى ستكون فى غاية الصعوبة لأن الفريق سيلعب مع أحد فرق الترجى من تونس أو الوداد والرجاء من المغرب..

ويتم تحديد مصير اللقاءات حتى النهائى طبقاً للائحة قرعة دور الثمانية.. وعلى ضوئها يلتقى بطل كل مجموعة مع ثانى أى مجموعة أخرى عدا نفس المجموعة.. ولذلك تم وضع الاحتمالات الثلاثة لتحديد منافس الأهلى من بين الرجاء والوداد من المغرب والترجى من تونس.

ويلعب الأهلى مباراة الذهاب بالقاهرة أحد يومى 21 و 22 إبريل الحالى والعودة فى المغرب أو تونس أحد يومى 28 و 29 ابريل. 

وكانت مباريات المجموعات قد انتهت بصعود أندية احتلت 4 منها الصدارة وهى أندية الوداد وصن داونز والرجاء والترجى، واحتلت 4 منها مراكز الوصيف وهى شبيبة القبائل والأهلى وسيمبا (التنزانى) وشباب بلوزداد.
وأعود إلى مباراة الأهلى والهلال السودانى الحاسمة، والتى كان يمكن أن تنتهى بفوز الأهلى برباعية أو خماسية لولا رغبة بعض اللاعبين الموهوبين بالاحتفاظ بالكرة والسير بها فى اتجاهات غير مفيدة للفريق مثل أحمد عبد القادر والذى أبدى غضبه الشديد من مدربه عند تغييره فى الشوط الثانى. 

وفى نفس السياق فإن كولر كان فى غاية السعادة من رؤية جماهير الأهلى تملأ مدرجات ستاد القاهرة رغم الصيام وإفطار الجميع داخل الاستاد .. وكانت أصواتهم تعلو فى ترديد يهز المدرجات «بالدم بالروح أفريقيا مش هتروح»..

ونحن نريد أن يكون الفريق على مستوى هذا الجمهور العظيم ويحقق له أمله فى مواصلة الانتصارات فى ظل الروح العالية والرغبة الأصيلة فى اللعب لصالح مصر والنادى.. ويبقى الأهلى رمزاً لمصر وكفاحها الأفريقى التاريخى.