«العلاقات الخارجية» بالنواب: نرفع شعار «دبلوماسية التنمية» وتوجهنا صادق نحو أفريقيا

رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، النائب كريم درويش
رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، النائب كريم درويش

أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، النائب كريم درويش، أن هناك توجها صادقا في السياسة الخارجية المصرية نحو أفريقيا والمساهمة في حل مشاكل القارة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي القيادة السياسية في البلاد.


وأوضح درويش - في حوار خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر - أن مصر تؤيد مبدأ الحل الأفريقي للمشاكل الأفريقية وتهتم بصفة خاصة بدول منطقة الساحل، التي تعاني من موجات إرهابية خطيرة شديدة الشراسة تستدعي تقديم كافة أشكال الدعم والمؤازرة على كافة المستويات، مشيرا إلى أن مصر استطاعت القضاء على الإرهاب ولديها تجربة رائدة في هذا المجال وترغب في مشاركتها مع الدول الأفريقية الصديقة.


وأضاف أن حرص مصر على المشاركة في الاجتماع الثاني من سلسلة اجتماعات نداء الساحل المنعقد مؤخرا بالجزائر، دلالة على اهتمامها الكبير والمتواصل على تقديم المساعدة لدول هذه المنطقة وعرض مقاربتها الناجحة في القضاء على آفة الإرهاب .


ونوه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إلى أنه حرص على طرح باستفاضة المقاربة المصرية في القضاء على الإرهاب خلال مشاركته في هذا الاجتماع، الذي شهد حضور مسئولي وبرلماني دول الساحل، بالإضافة إلى زعماء القبائل ورجال الدين، موضحا أن هذه المقاربة ارتكزت على البعد الأمني والعسكري والاقتصادي والاجتماعي في وضع حلول جذرية للقضاء على الإرهاب.


وأكد أن الدولة المصرية وضعت مكافحة الإرهاب على قمة سلم أولويات السياسة الخارجية المصرية التي ترتكز بشكل رئيسي على الإسهام الفعال في تعزيز وترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، انطلاقا من إدراكها بأن ظاهرة الإرهاب قد أضحت متجاوزة الحدود القومية للدول وتحتاج إلى تنسيق الجهود إقليميا ودوليا؛ فمكافحة الإرهاب مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع الدولي.


وتابع قائلًا "إنه على الصعيد الإقليمي، لم تقف الدولة المصرية مكتوفة الأيدي أمام تنامي نشاط التنظيمات الإرهابية، فسخرت كافة إمكانياتها لبلورة موقف إقليمي موحد لمكافحة الإرهاب "، لافتا إلى أن مصر اضطلعت بجهود مكثفة لبلورة موقف أفريقي موحد لمكافحة الإرهاب وتعزيز قدرات الأشقاء الأفارقة، حيث لم يقتصر الدعم المصري على المكون الأمني والعسكري فقط بل سعت مصر إلى معالجة إقليمية دقيقة للإرهاب عبر دعم الجهود التنموية في الدول الأفريقية الشقيقة بما يساعد على تنفيذ أجندتي الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 والاتحاد الأفريقي 2063 .


وأشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب النائب كريم درويش إلى أن مصر أول من نادت بضرورة تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة وكان لديها عزيمة قوية في هذا الأمر، قائلا :"محاولات إلصاق تهم الإرهاب بدين معين هي محاولات فاشلة لأن الإرهاب لا دين له".


وحول متانة العلاقات المصرية الجزائرية، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أن مصر تربطها بالجزائر علاقات قوية على كافة المستويات، مشيرا إلى أن الجميع تابع الزيارة الناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الجزائر في نوفمبر الماضي لحضور القمة العربية الأخيرة، وما صرح به الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حول مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنها كانت بمثابة باعثا قويا في إنجاح القمة التي حملت شعارًا "لم الشمل" العربي.


وأضاف أنه من بين ملفات الشراكة الهامة بين مصر والجزائر، هو ملف مواجهة التطرف في القارة الأفريقية وفي منطقة الساحل على وجه التحديد، نظرا لكون البلدين يمتلكان تجربتين رائدتين في مواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن إشراك المجتمعات المحلية هو الحل؛ فالمواجهة العسكرية هي جزء من الحل ولكن المواجهة الفكرية وإشراك المجتمعات وخلق فرص عمل وعمل تنمية وإعطاء الأمل ونافذة لهذه المجتمعات للتطلع إلى مستقبل أفضل هو الحل الامثل للقضاء على الإرهاب والتطرف العنيف، وهو ما تم تناوله باستفاضة خلال أعمال اجتماع نداء الساحل.


وحول أبرز اهتمامات لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أوضح كريم درويش أن اللجنة ترفع شعار "دبلوماسية التنمية"، أي العمل من خلال اللقاءات مع الوزراء والسفراء الأجانب المعتمدين لدى مصر على بحث سبل جذب وتشجيع الاستثمارات إلى مصر ولاسيما المنطقة الصناعية بقناة السويس لخلق فرص العمل والاستفادة من القدرات الشبابية للمجتمع، فضلا عن بلورة التشريعات التي تساهم في جذب الاستثمارات والمساعدة في حل العقبات التي قد تواجه التدفق الاستثماري.


وتابع قائلًا "إن هناك أولوية أخرى بالنسبة لعمل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب؛ وهي تشجيع الصادرات المصرية وفتح الأسواق لها وتحديدا الصادرات الزراعية وذلك بالتنسيق مع لجنة الزراعة في المجلس "، مشيرا إلى أن الدبلوماسية البرلمانية هي مكملة ومساعدة للدبلوماسية الرسمية.