فتاة السياحة.. ضحية قصة حب ناعمة

أرشفية
أرشفية

وقفت الزوجة الصغيرة تروي في حزن وأسى قصة حب ناعمة لم يفسدها سوى الزوج، وتطلب الطلاق.

 

اقرأ أيضا | تسمم شاب تناول قرص مبيد حشري بالشرقية

 

الزوجة قالت: بعد تخرجها في الجامعة عملت بإحدى شركات السياحة.. تتعامل كل يوم مع عملاء كثيرين ووجوه تأتي وتختفي.. حتى جاء هو في أحد الأيام، وبالرغم من أن المكان كان مزدحما إلا أنه كان لافتا للنظر بشكل غريب.

 

وتستكمل قائلة: ليست وسامته أو أناقته هي السبب بل كان يمتلك شيئا مختلفا يجذب الانتباه إليه وهو يعلم هذا.. تصرفاته لها إيقاع جميل وكأنه راقص أو ممثل على خشبة مسرح، وفجأة وقع اختياره عليها دون باقي زميلاتها ليسألها عما يريد.

 

شعرت بالارتباك وهو يقف أمامها خاصة وأن عيناه تتأملها في هدوء، وبصوت خافت يشوبه خجل سألته عن طلبه فقال: إنه يريد أن يذهب إلى مكان لم يذهب إليه أحد من قبل فقد مل من الطواف في العالم.

 

سرح بعقلها مع كلماته بعد أن نجح في أن يحيط نفسه بهالة من الغموض الرائع، فأجابته بأن الشركة لا تستطيع أن تقدم له ما يريد، فأمسك بنشرة من نشرات الشركة السياحية واختار برنامجا سياحيا لإحدى الدول الأوروبية ودفع المبلغ المطلوب وانصرف.

 

وبعد أيام وجدته جالسا مع مدير الشركة وبعض الموظفين يقص لهم ما رآه في رحلته، وقبل أن ينصرف وقف أمامها مستندا على مكتبها يقول لها: ألم تجدي بعد ما أبحث عنه فما كان منها إلا أن علت وجهها ابتسامة، وعثر بعد ذلك على عنوان منزلها ففوجئت به يجلس مع أسرتها يطلب يدها، وتعددت زياراته وكان ينفق ببذخ يثير الشك في نفسها، وادعى بأنه ورث كثيرا عن أبيه، بالإضافة إلى عمله في الاستيراد والتصدير الذي يجني منه الكثير أيضا.

 

وتضيف قائلة: تم الزواج في حفل ضخم آثار حسد الكثيرات من صديقاتها وأقربائها، وعاشت معه أيام سعادة لا تنقطع، فقد كان حنونا لا يرفض لها طلب أو لأسرتها، مما جعل الشك يزداد يوما بعد يومـ خاصة وأنه كان يختفي أحيانا لأكثر من شهر ويعود بعدها حاملا الهدايا، وكانت لا تملك إلا أن تصمت أمام هذا البذخ المبالغ فيه.

 

وبدموع تتساقط ببطء على وجنتيها تستكمل قائلة: وذات يوم فوجئت بطرق شديد على باب الشقة، حيث انتفض زوجها من مكانه وهرول مسرعا وأخرج مسدسا من الدولاب، يقول لها إذا سأل عنه أحد فهو ليس موجودا، فشعرت هي بالخوف بسبب الطرقات الشديدة على باب الشقة.

 

وما إن قامت بفتح الباب وجدت أمامها ضابط شرطة ورجاله يسألون عن زوجها، لم تنطق بكلمة من هول المفاجأة، وكأن الضابط قرأ على وجهها أن الزوج مختبئا داخل غرفة النوم، وألقي القبض عليه، وعلمت من التحقيقات بأن زوجها ما هو إلا نصاب يوهم الشباب بقدرته على تسفيرهم إلى الدول العربية والأجنبية.

 

وقضت المحكمة بالسجن لمدة 3 سنوات مع الشغل، وذهبت إليه تطلب منه الطلاق إلا أنه رفض، فما كان منها إلا أن توجهت إلى محكمة زنانيري للأحوال الشخصية تطلب تطليقها من زوجها النصاب.

 

وقضت المحكمة أيضا بتطليقها، طلقة واحدة بائنة للضرر، وجاء في حيثيات حكمها بأنه قد يقذف الزوج من الجرائم ما يستحق عقوبة السجن الطويل فتقع زوجته في مثل ما وقعت فيه زوجة الغائب، والزوج الذي حكم عليه نهائيا بالسجن 3 سنوات فأكثر يساوي الغائب الذي طالت غيبته سنة فأكثر في تضرر زوجته من بعده، والمعيار في ذلك تضرر الزوجة من بعد الزوج عنها ولا دخل ليكون البعد باختياره أو قهرا عنه، بدليل نص القانون، لذلك رأت المحكمة تلبية طلب الزوجة الذي جاء مطابقا للشرع والقانون.