صباح الجمعة 

أرمنيوس المنياوي يكتب: صوفي أبو طالب.. ناس من مصر 

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

تحل يوم الثلاثاء القادم ذكري وفاة الفقيه الدستوري الدكتور صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب الأسبق ورئيس جمهورية مصر العربية على مدار ثماني أيام.

صوفي أبو طالب من مواليد مركز طامية بالفيوم في 1925/2/27 وتوفى في 2008/2/21 أى أنه قد شاء القدر أن يكون شهر ميلاده هو شهر رحيله، والذي لايعرفه الجيل الحالي من أبنائنا أن الدكتور صوفي أبو طالب تولي حكم البلاد لمدة ثماني أيام وذلك في الفترة من  6 أكتوبر إلي 14 أكتوبر من عام 1981.. أنجز فيها نقل السلطة بشكل كما لو كانت أكثر من ثماني سنوات، وليس ثماني أيام،  لأن ماحدث كان في توقيت غاية الصعوبة على مصر.

كانت مصر تعج بالطائفية والتيار الإرهابي والذي كان قد وصل إلي ذروته في تلك الفترة وقد رأينا ما حدث في مديرية أمن أسيوط والذي راح الكثير من ضباط الشرطة شهداء  في مذبحة ربما لم تشهد مصر مثلها  على مر التاريخ وأيضا إستشهاد الرئيس السادات في حادث المنصة هكذا كانت الأجواء في مصر، وتمكن صوفي أبو طالب أبن الريف المصري من إدارة شئون البلاد ونقل السلطة في مشهد عبقري دون أن يشعر به أى مواطن أن فراغا قد حدث في مصر.

اقرأ ايضا.. أرمنيوس المنياوي يكتب ..عبقرية حياة كريمة

صوفي أبو طالب مثلما روت لي نجلته الدكتورة إبتسام أبو طالب المستشارة بهيئة الأستثمار  أن والدها  كان شديد البساطة.. لم ينقطع يوما عن مسقط رأسه في قرية الدكتور صوفي أبو طالب بمركز طامية بالفيوم  ..عاش بسيطا بينهم ..ظللته شجرة واحدة على أحد مجري مياه حقله مع الفلاحين وبسطاء القرية .. كان يجلس معهم ..يروي لهم قصة كفاحه.. نجاحه وصعوده ..ويقضي لهم  كافة طلباتهم فيما حدده القانون .. ينشأ لهم المدرسة والمعهد والحضانة وكل ما يهمهم.. أبدع صوفي أبو طالب في حكاية إنتمائه إلي قريته البسيطة ..عمل عميدا لكلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم نائبا لرئيس الجامعة ثم رئيسا لها  وعندما رشح نفسه في دائرة طامية بالفيوم على مقعد مجلس الشعب في نهاية حقبة سبعينات القرن الماضي ..أكتسح الإنتخابات . .  بعدها تم إنتخابه رئيسا للمجلس.

في المجلس حدثت واقعة غريبة ومثيرة .. وهي أنه عندما كان رئيسا لجامعة القاهرة حدثت واقعة متعلقة بنجلل الرئيس السادات وهي تلك التي كشف عنها  المهندس إبراهيم شكري رئيس حزب العمل في ذلك الوقت عندما قدم  إستجوابا أتهم فيه رئيس جامعة القاهرة في ذلك الوقت  الدكتور صوفي أبو طالب  بمساعدة جمال السادات في إمتحانات كلية الهندسة، ولكن أبو طالب نفي حدوث ذلك بالمرة وحدث أن أرسل الدكتور محمود درويش نائب رئيس الجامعة إلى اللجنة التي كان جمال السادات يؤدي فيها الأمتحان وذكر الرجل فيما بعد أن هذه الواقعة كانت غير صحيحة بالمرة وتم تداركها وأنتهت مثلما بدأت.

هكذا عانى الرجل خلال حياته السياسية ولاسيما في ظل وجود خلافات شديدة له مع الدكتور  فؤاد محي الدين رئيس وزراء مصر الأسبق وأيضا لم تكن تخلوا مطباته السياسية  من مناوشات مع بلدياته الدكتور يوسف والي الأمين العام للحزب الوطني الأسبق ونائب رئيس وزراء مصر الأسبق هكذا هي السياسة مع رجل كان ريفي ويتمتع بنقاء شديد لدرجة أحبته الناس في الفيوم بشكل غير مسبوق وأشاد به رفقاء الدرب في حينه  ومنهم عماليق في القانون مثل الدكتور ثروت بدوي والدكتور لبيب شوقير الذي كان رئيسا لمجلس الشعب في نهاية حقبة ستينات القرن الماضي وأوائل السبعينات والدكتورة عائشة راتب وزيرة الشئون الإجتماعية والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق..ألخ.

حكايات وروايات كثيرة ذكرتها لي إبتسام أبو طالب عن رجل لم ينصفه التاريخ كما يجب  حتى الٱن والذي لم يكن أبدا طامعا في سلطة أو جامحا في حياته ..كافح وأجتهد من اجل الناس والوطن حتى أنه وافته المنية وهو في جولة عمل من أجل الوطن في مطار  كوالامبورا عندما كان عائدا لأرض الوطن مع السيده حرمه رحمة الله عليهما  وكانت وصيته أن يتم  دفنه في مقابر الأسرة بجوار والده بمسقط رأسه مركز طامية، وربما يكون المدني الوحيد التي شيعته إلى مثواه الأخير جنازة عسكرية تقدمها رئيس البلاد ..رحم الله الدكتور صوفي أبو طالب رمزا مصريا كبيرا ..لا أعرف لماذا  دائما أركن في غالبية كتاباتي  إلى أدب الشخصيات ربما لأنني حقيقة أرى  في حياتهم متعة ما بعدها متعة ودروس وعبر لأولادنا وأحفادنا وإلي اللقاء مع شخصية مصرية جديدة وناس من مصر.

=====
ٱخر السطور 
=====


* اليوم الجمعة وفي منطقة عبد العزيز فهمي في مصر الجديدة وتحديدا في شارع الشهيد أحمد سعيد عامر حيث مقر الطائفة الإنجيلية في مصر والتي تشهد إنتخابات الطائفة الإنجيلية علي مقعدي الرئيس ونائب الرئيس وهي الإنتخابات التي سبقتها طعون بلا معنى تطالب غالبيتها بوقف إجراء الإنتخابات مما  جعلت معه  القضاء العادل دائما يرفضها جميعا .. طعون ليس لها علاقة بصندوق الإنتخابات وهي إنتخابات مفتوحة للجميع فيما حددته مسبقا  اللوائح المعمول بها في إنتخابات الطائفة وأعتقد أن المعركة محسومة على المقعدين  سواء كان الرئيس هو القس الدكتور أندريه زكي أو نائب الرئيس وهو القس جورج شاكر وقد أبليا الإثنان خلال فترتهما الأولي المنتهية مساء أمس بلاءا حسنا ولاسيما وأن الأمر يجري في إطار روحي وكنسي تطوعي.. تهنئتي القلبية لهما لدورة جديدة موفقة تدفع العمل الكنسي والوطني للإمام.